السلام عليكم

عمري 23 سنة، لم تأتني الدورة الشهرية إلى الآن، وبروز الثديين كان متأخرا، وهما صغيرا الحجم، وقد زرت ثلاثة أطباء، وقالوا: ليس لك رحم، لذا أنا لا أحيض، وطلبوا مني تحليل الهرمونات، وكانت معتدلة، وطلبوا مني صورة للتثبت من وجود الرحم، لكني لم أقم بها.

منذ أيام قليلة أحسست بانتفاخ في صدري، وآلام في الحلمة، وتشنجات في بطني، والبارحة وأنا أستحم لاحظت وجود شيء لزج أبيض اللون مختلط بقليل من الدم، فهل هو الحيض? مع العلم أني عزباء، ولم ألمس نفسي، ولا أمارس العادة السرية.

أفيدوني بارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الضروري جدا الاطلاع على كل التحاليل الهرمونية التي تم عملها لك, حتى لو كانت طبيعية, وذلك من أجل تقييم الحالة بشكل أفضل، كما أنه من الضروري جدا عمل التصوير, لمعرفة هل الرحم غير موجود، أم أنه موجود لكنه ضامر، وما حجم المبيضين؟

على كل حال ومن خلال المعلومات التي جاءت في رسالتك؛ فيمكن القول بأن الاحتمال المرجح عندك هو أن يكون لديك حالة نسميها بـ (عدم أو سوء تشكل الرحم) وما يحدث في هذه الحالة هو أن الأنسجة الجنينية المسؤولة عن تشكيل الرحم تفشل في التطور, مما يؤدي إلى غياب الرحم أو إلى تشكله, لكنه يكون صغيرا جدا أو ضامرا, ولا يحتوي على بطانة رحمية في حوالي 90% من الحالات، لذلك فإنه لا يستجيب على هرمونات المبيض, ولا تنزل الدورة الشهرية.

سبب هذه الحالة غير معروف, ونسبة حدوثها تقدر بـ 1 من 5000، وفي حوالي الـ 10% من حالات ضمور الرحم قد يصادف أن يحتوي جوف الرحم الضامرعلى بقع صغيرة ومتفرقة من البطانة الرحمية, وقد تستجيب هذه البقع على هرمونات المبيض, لذلك قد تلاحظ الفتاة حدوث ألم دوري في كل شهر مع نزول بعض الإفرازات المهبلية المختلطة بالدم, وقد ينزل دم صريح, ويبدو بأن هذه هي الحالة عندك, أي قد يكون لديك رحم ضامر, لكنه يحتوي على بقع متفرقة من البطانة التي تستجيب بشكل خفيف على هرمونات المبيض, فتتظاهر استجابتها بأعراض قريبة من أعراض الدورة, لكن لا تنزل الدورة بشكل طبيعي.

إن الاحتمال السابق هو الاحتمال المرجح عندك, لكن تأكيد هذا التشخيص أو نفيه لا يتم إلا بعد عمل تصوير تلفزيوني, وتصوير بالرنين المغناطيسي للحوض والبطن, وكذلك بعد معرفة نتائج التحاليل الهرمونية, ومن ضمنها تحليل: (total and free testosteron)وأيضا بعد عمل تحليل للصبغيات.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.