تخليت عن صديقي ولا زلت أفكر فيه وأفزع عندما أراه، ما توجيهكم؟

0 217

السؤال

السلام عليكم.

لا أعلم بماذا أمر الآن، لم أعد أفهم نفسي.

قصتي: كان لي صديق عمره 18 سنة، وأنا عمري 20 سنة، كنا أكثر من أصدقاء، وكان بيننا الحب والاهتمام، ولكن لم نستمر أكثر من 8 أشهر؛ بسبب نقص الاهتمام منه، وقررت التخلي عنه؛ لأنه أناني، وإنسان كتوم، ولكني بعد أن تركته أحاول ألا أراه، ولا أجلس في أي مكان يجلس فيه، ولكن التفكير فيه مستمر، ولا أستطيع السيطرة على ذلك.

أمر الآن بتعب وضيق وألم في البطن، وبالخصوص في المساء، وعندما أراه أشعر بفزع وألم، لا أعلم: هل هو ضيق أم قلق أم اكتئاب؟

أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا السؤال.

نعم، قد تنشأ علاقة قوية بين شابين، وقد لا يكون الموضوع أكثر من الارتباط العاطفي والنفسي، وكما يحدث في كثير من الصداقات بين الشباب، وبحيث لا يتعداه لغيره من الخطوط الحمراء والمحرمات، ويفيد جدا أن أذكر هنا هذا التنبيه كي يبقى هذا الأمر في الذهن؛ لنتجنبه لخطورته فلا نقع فيه، وبصراحة يجب أن تخطر في بالنا كل الاحتمالات.

من الصعب علي ومن خلال ما ورد في سؤالك أن أعرف إلى أي حد قد وصلت هذه العلاقة العاطفية والنفسية بينك وبين هذا الصديق الذي يصغرك بسنتين، وما هي طبيعة هذه العلاقة، وما هو موقف صديقك هذا من هذه العلاقة.

من الصعب كذلك تحديد حقيقة مشاعرك هذه التي وصفتها في سؤالك، أهي من شدة النفور من صديقك، أو من شدة التعلق؟ ولا تستغرب هذا، فالنفس البشرية عجيبة في تعاملاتها، وأحيانا تكون واضحة وصريحة، وأحيانا تتلاعب علينا، وتعطينا انطباعا على غير حقيقته!
هل وصلت العلاقة لحد أنك لا تستطيع الابتعاد أو الافتراق عن صديقك؟ فإن كان، فإنه لا بد هنا من الحذر والانتباه.

أما مجرد العلاقة العادية والبريئة، فلا بأس بها، ففيها الكثير من المنافع والراحة النفسية والاجتماعية، وإذا كان الصديق خلوقا، فإن هذا يعينك أيضا على اتباع الطريق المستقيم، ويمنعك من الوقوع في السلوكيات الخاطئة. نعم، يمكن لبعض الصداقات أن تجلب بعض الصعوبات والمعاناة، ولكن ربما لا بد منها، وهكذا هي طبيعة الحياة.

يا ترى ماذا تريد بشكل محدد؟ هل تريد المساعدة في كيفية تخفيف القلق الذي تشعر به من قطع الصلة بصديقك، والاستمرار في تركه؟ فالحل هنا في الاستمرار في تركه، والابتعاد عنه، حتى تخف الأعراض شيئا فشيئا.

أو تريد المساعدة في: هل تستعيد التواصل معه، وكيف يمكنك فعل هذا؟

كما تلاحظ أن هناك قرارا عليك أنت القيام به، ولا يستطيع أحد اتخاذه نيابة عنك، وهو ماذا تريد من هذا الصاحب؟!

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات