السؤال
السلام عليكم
أود أن أنمي الملكة اللغوية العربية لدي بقراءة كتب، سواء من القديمة أو الحديثة، مما كتب بلسان عربي فصيح، كالذي يرسل العرب قديما أبناءهم إلى البوادي ليأخذوه عن أهلها، بلسان لا يداخله من مدخلات المولدين والأعاجم شيء، ولا من ألفاظ ومحدثات فصحى المتأخرين والمعاصرين شيء.
بأي باب كان قصصا أو طرائف أو أيا كان، لا اقتصارا على كتب فقه الدين وآلاته؛ فهلا أرشدتموني إلى أكبر عدد من الكتب من نحو هذا.
هلا أرشدتموني للكتب التي تعرب ما عجمه الناس من كلمات وألفاظ وأقوال، وخذوا ما شئتم من الوقت، فما أريد خمسة كتب أو عشرة، وإنما أريد أسماء كثيرة ما استطعتم.
وجزاكم الله خيرا .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الفاضل، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات، ونشكر لك هذه الرغبة، فالرغبة في الخير خير، واللغة العربية شرفها الله، فكانت وعاء لكتابه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولن تعود لأمتنا هويتها إلا إذا أحبت اللغة العربية، ورجعت إلى قواعدها حتى يتحقق الفهم الكامل ويتفاعل الواعي مع كتاب الله.
المؤامرة على العربية ما هي إلا تآمر على الدين، ولذلك كان لنصارى العرب ومن والاهم من الممسوخين دور كبير في تغيب اللغة الفصحى والعودة إلى العامية، وكان ذلك سببا من أسباب التفرق والضعف والاختلاف، ففي كل بلد لهجة، بل لهجات ثم بدأت مسيرة التدني في الكلام المنطوق والمسموع، ووصل الأمر إلى لغة التأليف بعد أن كان الضعف فقط عند الصحفيين، ومدعي الثقافة.
هنا لا بد من الترحم على مصطفى صادق الرافعي، الذي حمل اللواء وقاد مسيرة المدافعين، وهو ممن نوصي بدراسة كتبه، والتي من أهمها كتاب، (وحي القلم)، فكم تمنينا لو أنك أخبرتنا عن مستواك الدراسي، ومدى تضلعك في قواعد العربية، حتى يسهل علينا وعلى المختصين في اللغة تحديد المستوى المناسب للبدء، ونقترح عليك مقابلة من يحضرك من علماء اللغة العربية، وعرض الفكرة عليه؛ لأن المختص يختصر عليك الطريق ويوفر لك كثيرا من الجهود، ويعرف المداخل والمخارج للغة، ولمن ألفوا فيها، ومن الذي يغني عن غيره، ولا يغني غيره عنه.
أرجو أن يكون لك اهتمام بالقرآن، فإنه الأجمل والأكمل، ثم عليك بحفظ أحاديث أفصح من نطق بالضاد عليه الصلاة والسلام، ونحرضك بعد ذلك على حفظ المعلقات فإنها نموذج للعربية في أحسن أحوالها.
حتى تصلك منا بيانات واضحه نتمنى أن تصلنا منك بيانات تحدد مستواك الثقافي وفقهك من الناحية الشرعية، خاصة في جانب العقيدة، فهناك كتب لا ننصح بقراءتها، رغم تميزها من الناحية اللغوية، لما فيها من إشكالات في جانب العقيدة، ولكن من عنده حصانة فيمكن أن يستفيد من الأسلوب الذي فيها.
الإنسان ينبغي أن يحصن نفسه بدراسة العقيدة ثم يتعلم ما لا يسع المسلم جهله، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.