هل الخلل في الجهاز التنفسي يقوي من الرهاب الاجتماعي؟

0 296

السؤال

السلام عليكم..


عندي بعض الأعراض والمشاكل التي أثرت على حياتي، وعلى أنشطتي الاجتماعية والرياضية، وأرجو من الله تعالى أن أجد الحل عندكم.

1- أشعر بأن فتحتي الأنف عندي لا تدخلان هواء كافيا، فدائما إحداهما شبه مغلقة، ومنذ سنة ونصف السنة وأنا أعاني من هذا الموضوع، وربما يكون له أثر على باقي الأعراض التي سأذكرها.

2- عندما أقرأ القرآن جهرا تصبح حنجرتي تؤلمني، وأصبح غير قادر على المتابعة، ويصبح نفسي ضعيفا، وينقطع صوتي، حتى أني عندما أحاول أن ألقي محاضرة أو أتحدث لأحدهم لفترة يصبح معي نفس الأمر.

3- أنا أدرس الطب، ودائما أجرب مع نفسي أن أتكلم الانكليزية بطلاقة، ولكن أشعر أن نطق الكلمات لا يكون واضحا عندي، وبعض الأحرف لا تظهر، فهل لها علاقة بمشكلة الجهاز التنفسي؟

4- ضربات قلبي تزداد بشكل ملحوظ، وكذلك الخفقان يزداد عند صعود الدرج، وأيضا عندما أقابل أناسا لا أعرفهم، وعندي أيضا حالات رهاب اجتماعي، خاصة عندما أجتمع مع أناس تصبح دقات قلبي سريعة جدا، مما يعطل ذلك كلامي وتفاعلي معهم، وهذا يزعجني جدا.

أهدف لأن أكون قائدا من قادة المجتمع، وأخدم أمتي بكل ما أعرفه، لكن المشاكل التي أعاني منها في الجهاز التنفسي والرهاب الاجتماعي تقف عائقا أمامي.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للأنف فالأغلب أن لديك حساسية أنفية تسبب ضخامة في القرينات الأنفية، وهي: تراكيب طبيعية داخل الأنف يزداد حجمها في حالة التحسس الأنفي، وتؤدي لانسداد في الأنف, وهذا الانسداد قد يكون متناوبا بين الطرفين، بحيث يغلق طرفا ويفتح طرفا، ثم بالعكس، والحل هو بتجنب العوامل المسببة للتحسس، وقد يلزم العلاج الدوائي مثل مضادات التحسس الفموية (كلاريتين, إيريوس، سيتريزين...) وبخاخات الكورتيزون الأنفية مثل (فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت..) تحت إشراف طبي.

بالنسبة لألم الحنجرة عند قراءة القرآن أو القراءة الجهرية؛ فهو على الأغلب بسب جفاف المخاطية الحنجرية والبلعومية، والذي قد يكون سببه التوتر النفسي، أو الرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه، أو قد يكون السبب الالتهاب المزمن في الحنجرة بسبب مخرشات معينة، قد تكون الغبار، أو العطور، أو أطعمة معينة، مثل الفليفلة الحارة، والحوامض، والمخللات؛ فعليك بمحاولة معرفة السبب والحمية منه.

يمكن تناول المقشعات الفموية لفترة محددة مثل: (برومهيكسين، وأمبروكسول...) وفي حال عدم التحسن فلا بد من مراجعة طبيب الأذن والأنف والحنجرة، والفحص الشامل لهذه المنطقة، وربما يلزمك تنظير للحنجرة.

نطق الأحرف الصحيح والواضح بحاجة لسلامة المجرى التنفسي الكامل من أي عائق أو انسداد، حيث إن انسداد الأنف يؤدي لخنقة أنفية مغلقة، وتغير في لحن الصوت ورنينه، وهذه المشكلة تحل مع حل مشكلة الأنف لديك.

وأما بالنسبة للرهاب الاجتماعي فلا بد من استشارة الاختصاصي بالطب النفسي، وعنده حل -إن شاء الله- يقدمه لك، فلا تيأس، وطالما أن لديك هذا الطموح العالي؛ فلا بد أن تصل، ولكن صعود الدرج يكون درجة درجة، فلا تحمل نفسك حملا كبيرا، وستصل إن شاء الله بالمثابرة.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.
__________________________________________
انتهت إجابة الدكتور باسل ممدوح سمان استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
وتليها إجابة الدكتور مأمون مبيض استشاري الطب النفسي.
__________________________________________

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذه الأسئلة.

كم هو جميل أن نسمع من الشباب الطموح؛ والذي يتطلع لخدمة أمته وبلاده، وسأحاول أن أجيب عن أسئلتك بالتالي:

بالنسبة للتنفس من الأنف، وألم الحنجرة عند القراءة؛ فأنصحك بمراجعة طبيب أنف وأذن وحنجرة (ENT)، وإن كنت أعتقد أنه لن يجد مرضا أو شيئا مزعجا، ولكن من باب ليطمئن قلبي، وهو يمكن أن يفحص جهازك التنفسي وبشكل كامل.

من الطبيعي جدا، وأنت طالب الطب، أن يتسرع القلب عند القيام بجهد ما، ولو كان صعود الدرج، أو غيره من الأعمال، وكذلك عند لقاء الناس الجدد أو الغرباء، وخاصة عند الذي يعاني من القلق أو الرهاب الاجتماعي، بل هذا من الأعراض الرئيسية.

ومن الواضح أن المشكلة الثانية هي درجة خفيفة من الرهاب الاجتماعي، حيث تصاب ببعض القلق والارتباك عند التعرف على الناس الجدد، أو عندما تواجه موقفا صعبا كالحديث أمام مجموعة من الناس.

وحتى هذه الدرجة الخفيفة من الرهاب أمر طبيعي بالنسبة لشاب في سنك، ولجو الجامعة حيث تحتاج للقاء أناس جدد، في نفس الكلية أو في كلية أخرى.

أرجو أن تقنع نفسك بأن كل هذا شيء طبيعي ومتوقع، وأهم ما في الأمر أن لا تهرب أو تتجنب مواجهة الناس، فهذا التجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا وعنادا على العلاج، بينما الإقدام والاختلاط يجعلك تعتاد على هذه المواجهة، فلا تعاد تهاب الناس.

أمر أخير أرجوه لك: وهو أن تزيل من ذهنك أنك تريد أن تصبح قائدا للأمة أو المجتمع، لأن مثل هذه الرغبة قد تربك طريقك، وإنما احرص على بناء نفسك وعلى العلم والتعلم، وإذا ظهرت عندك الصفات القيادة، فستأخذ دورك وبشكل طبيعي، وغير مصطنع، وهكذا يظهر القواد.

وفقك الله وكتب لك النجاح والتفوق.

مواد ذات صلة

الاستشارات