أحس بالاكتئاب وأفكر بالانتحار بسبب انطوائي، كيف أخرج منه؟

0 294

السؤال

بداية أود أن أشكركم على هذا الموقع، الذي استفاد الناس منه كثيرا، وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم، وأن يجزي القائمين عليه خير الجزاء.

أنا طفولتي كانت سيئة جدا؛ حيث إنني كنت خجولا جدا، الآن أنا عمري 20 سنة، دائما أحس بالاكتئاب، وأحيانا أفكر بالانتحار بسبب شخصيتي الانطوائية، أفضل العزلة، وأجلس كل الوقت تقريبا أمام الحاسوب، لا أخرج إلا عند الضرورة، عندما أتحدث مع شخص ما، فكلامي يكون محدودا جدا.

دائما ما أتمنى أن أكون شخصا عاديا مثل الكل، يعني اجتماعيا، ومحبوبا عند الناس، لكني دائما ما أجد صعوبة في الخروج من هذا الانطواء والخجل الذي يصاحبني منذ طفولتي.

ومشكلتي الأخرى: أنه تولد لدي خمول وكسل شديد جدا بعد مرحلة الثانوية, لا أقوم بشيء سوى الجلوس أمام الحاسوب، وهذا يشعرني باكتئاب شديد، وأنه ليس لدي مستقبل، وأتمنى الموت؛ لأنني أصبحت أرى أن حياتي بدون هدف.

أرجو منكم أن تتفهموا حالتي، وتفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

يبدو أن هناك موضوعين في رسالتك:

الأول هو الانطوائية: ويفيد أن نعرف أن الناس والشخصيات أنواع متعددة، فمنهم المنطوي، ومنهم المنفتح الاجتماعي، ومنهم بين بين.

وهؤلاء كلهم طبيعيون، وهناك علاقة بين طبيعة الإنسان وشخصيته وطبيعة العمل الذي يناسبه، فالانطوائي قد يناسبه أكثر هندسة الكمبيوتر والمخابر، بينما المنبسط والاجتماعي يفصل له العمل الذي يتيح له التواصل المباشر مع الناس كالاستقبال والرعاية الصحية والتعليم.

وطبعا هذه الشخصيات المختلفة هي في الغالب نتيجة تجارب الحياة التي مرت بالإنسان، وليست مؤشرا لضعف أو مرض، وإنما هو مجرد تنوع في الصفات كاختلاف الطول والقصر والذكاء واللون.

ويفيد الإنسان أن يرتاح لطبيعته، ولا يعتبرها غير طبيعية، ويحاول أن يتكيف مع شخصيته وطبيعته، ويحاول أن يعمل في البيئة والجو المناسب له.

والموضوع الثاني، وهو ما وصفته "الخمول والكسل": حيث ليس لك من عمل يشغلك إلا الجلوس أمام الحاسوب.

وباعتقادي أن الخمول والكسل ليس هو المشكلة أو المرض، وإنما هو العرض، بينما المرض هو الجلوس الساعات الطويلة على النت، وهناك كلام علمي جدي عن "إدمان الإنترنت" حيث يمكن أن يجلس الإنسان لساعات وساعات؛ مما يصرفه عن أي عمل آخر.

فالحل ليس في إيجاد طريقة سحرية للتخلص من الخمول والكسل، وإنما العمل على تخفيف استعمال الإنترنت، وتحديد ساعاتها، من أجل التفرغ لبعض الأعمال الأساسية التي تريد القيام بها.

فأرجو أن تتخذ الخطوات العلمية لضبط الموضوع؛ مما يمكن أن يساعدك على الخروج من هذه الحالة التي أنت فيها.

وفقك الله، وكتب لك النجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات