السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ فترة من مشكلة صعوبة التنفس أثناء النوم، حيث أبذل مجهودا في الاستنشاق، وتستمر الحالة تقريبا نصف ساعة ثم تزول، وفي الصباح عند الذهاب للعمل أشعر أيضا بصعوبة في التنفس، وتستمر الحالة تقريبا ساعة، ولا أستطيع بذل أي مجهود.
علما أن لدي منذ سنوات مشكلة كثرة التعرق عند بذل أي مجهود، حتى في الأجواء الباردة، وأحيانا أعاني من الخمول والكسل.
قمت منذ فترة بعمل تحاليل شاملة، ولم تظهر أي مشاكل، سوى ارتفاع طفيف في ضغط الدم، علما بأني لا أدخن وأمارس الرياضة مرة في الأسبوع، ولكني قليل الحركة والنشاط؛ بسبب مشاكل تتعلق بقدمي.
هل يمكن أن يمثل هذا أي عرض لمرض خطير؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك أسباب متعددة لكتمة النفس أثناء النوم، ومن بين تلك الأسباب حالة تعرف بانقطاع النفس النومي (Sleep apnea)، وهي حالة مرضية تحدث أثناء النوم، تتميز بتقطع مرضي في عملية التنفس، أو بفترات طويلة من التنفس الضعيف أثناء النوم.
كل انقطاع واحد في النفس يسمى (apnea)، ويمكن أن يستمر من ثوان إلى عدة دقائق، والذي يلحظ ذلك هو المرافق للمريض أثناء النوم، سواء الزوج أو الزوجة، أو أحد أفراد الأسرة المجاورين للمريض، خصوصا عند التواء الرقبة، أو النوم على الظهر، وفي حالة وجود الشخير أثناء النوم، ومن بين الأمور التي تحسن الحالة، وتساعد على وقف ذلك الانقطاع تغيير وضع النوم، وتعديل الرقبة الملتوية، أو النوم على أحد الجانبين.
ومن بين تلك الأسباب أيضا وجود جرثومة في المعدة تؤدي إلى حدوث التهاب في جدار المعدة، وتتأثر المعدة بعد ذلك بالحمض الذي تفرزه، ثم ارتجاعه في اتجاه المريء، ويحدث ما يعرف بالشرقة أثناء النوم، وهذا يؤدي إلى الكحة وضيق التنفس.
ويمكن تشخيصها بعمل تحليل براز لجرثومة المعدة، وفي حالة وجودها هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، ويشمل نوعين من المضادات الحيوية: (klacid 500 mg) مرتين يوميا لمدة عشرة أيام، وكبسولات: (amxicillin 1 gm) مرتين يوميا لمدة عشرة أيام أيضا، وأقراص: (pariet 20 mg) قرصا واحدا يوميا على الريق صباحا، أو أقراص (nexium 40 mg) أيضا على الريق لمدة 10 أيام، ثم عند الضرورة بعد ذلك.
بالإضافة إلى تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة، بعيدة عن التوابل، والمقليات، والعشاء الخفيف ليلا، وقبل ميعاد النوم بفترة مناسبة، مع محاولة وضع السرير بشكل متدرج بحيث يكون مستوى الرأس أعلى من مستوى القدمين، بحوالى 30 درجة على الأفقي، وليس رفع الوسادة فقط؛ لأنه قد يؤدي إلى مشاكل في الفقرات والغضروف، وساعتها قد تستغني عن الوسادة، وهذا الوضع يمنع ارتجاع الحمض إلى الحلق، ويخلصك من الشرقة والكحة، وضيق التنفس أثناء النوم -إن شاء الله-.
كذلك فإن السمنة والوزن الزائد لها دور في ذلك، وهذا يؤدي إلى ضيق مجرى التنفس، ونقص الهواء الداخل إلى الرئتين، ومن بين تلك الأسباب أيضا وجود حساسية مزمنة في الجيوب الأنفية، أو التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، ويؤدي ذلك إلى نفس النتيجة، وهي نقص كمية الهواء الداخل إلى الصدر، وما ينتج عنه من إحساس بضيق التنفس؛ ولذلك يجب البحث عن السبب، وعلاجه.
والعلاج يعتمد على علاج السبب؛ ولذلك يجب العرض على طبيب أنف وأذن وحنجرة؛ لتقييم حالة الأنف والجيوب الأنفية، وفي حالة زيادة الوزن والسمنة يجب عمل برنامج غذائي صحي وحمية؛ لإنقاص الوزن، وننصح بالنوم على الجنب؛ مما يساعد على منع اللسان واللهاة من غلق مجرى التنفس، مع عمل تحليل صورة دم، ووظائف الغدة الدرقية (TSH & Free T4)، والعلاج حسب نتيجة التحليل، وتناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية لمدة 2 إلى 4 أشهر؛ للنقص الشديد في ذلك الفيتامين عند الكثير من الناس.
وفقك الله لما فيه الخير.