مع كبر والدتي في السن أصبح الأرق مرافقا لها بشكل دائم

0 391

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الجميل، الذى تخدمون من خلاله الإسلام والمسلمين، جعله الله في ميزان حسناتكم .

استشارتي لكم تتعلق بأمي الحبيبة، شارفت أمي على الثمانين من عمرها المديد -بإذن الله تعالى- ولكنها تعاني من الأرق، وقد بدأ معها هذا الأمر منذ 22 عاما، تزامنا مع أخذها لدواء القلب، واسمه (ومنو كارد) ومنذ هذا التاريخ وهي تعاني من الأرق، فتجدها إن نامت لا يتعدى نومها أكثر من ساعتين، ولا تكون متواصلة، وقد تمر الليلة كاملة بلا نوم.

غير لها الطبيب الدواء إلى نوع آخر اسمه (أيفوكس)، ولكن ما زال الأرق يلازم أمي، علما بأنها تأخذ دواء للضغط اسمه (ترايتس كومب)، بجانب أدوية لحرقة المعدة، وتخفيض الكوليسترول، ولا تعاني من السكر – بفضل الله -، وزنها 80 كجم.

في فترة معينة كتب لها الطبيب دواء صنع في ألمانيا اسمه (نيو أوبت)، ساعدها كثيرا وأراحها رغم أنها كانت تأخذه مرتين أسبوعيا، كانت تقول إنه يجعلها تنام نوما طبيعيا، بعد ذلك توقف استيراد الدواء في مصر، وجربت بعده العديد من الأدوية، سواء كانت باستشارة طبيب، أو باستشارة صيدلي، ولكنها دون جدوى، فبعضها لا يجلب النوم، والبعض الآخر تنام معه نوما متعبا، وتستيقظ ثقيلة، مما يجعل عدم أخذ الدواء أفضل.

أخذت أمي قرارها بالتوقف عن هذه الأدوية، والرضا بما قسمه الله لها، أتألم كثيرا من أجل أمي، وأتمنى أن أجد ما يريحها، فهل من حل عندكم؟ علما بأنها لا تقوى على الخروج لاستنشاق الهواء النقي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رندة إبراهيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء، ولكم جميعا التوفيق والسداد.

النقطة الأولى: بالنسبة للصحة النومية لدى كبار السن، بالفعل قد تكون فيها إشكالية في بعض الأحيان، حيث إن الغدة الموجودة داخل الدماغ، والتي تسمى بغدة (بانيل panel)، والتي تفرز (مليتونين Melatonin)، - وهو مركب يساهم كثيرا في تحسين النوم -، هذه الغدة تضعف مع العمر لدى بعض الناس.

النقطة الثانية: أي إنسان لديه صعوبة في النوم - في مثل عمر والدتك - لابد أن نتأكد أنه لا يعاني من اكتئاب نفسي، هذا أمر مهم جدا.

النقطة الثالثة: هي أن كثيرا من الأدوية التي تستعمل لعلاج القلب وضغط الدم ربما تؤدي إلى صعوبات في النوم، لذا نحن ننصح أحيانا بتناولها نهارا وذلك بعد موافقة الطبيب الذي وصفها.

النقطة الرابعة: هي تحسين الصحة النومية للوالدة، كبار السن الساعة البيولوجية لديهم ربما تكون مقلوبة – كما يقولون – يصبح الليل نهارا والنهار ليلا، وتأتيهم نوبة نوم في أثناء النهار حتى وإن كان نوما صحيا، لكنه يعرقل كثيرا النوم الليلي ويؤدي إلى اضطرابه.

السعي لتحصيل الصحة النومية يكون من خلال تجنب النوم النهاري بقدر المستطاع، النوم الليلي هو الأفضل، أن تكون وجبة العشاء خفيفة، عدم تناول الميقظات كالشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، والحرص على الأذكار والوضوء قبل النوم. هذه أنا على ثقة تامة أن والدتك العزيزة على إدراك بذلك.

بعد ذلك موضوع الأدوية، هنالك فصيلين أو ثلاثة من الأدوية تستعمل في تحسين النوم: مضادات الاكتئاب، وهي التي أفضلها، ومن أفضلها العقار الذي يعرف تجاريا باسم (ريمارون) واسمه العلمي (ميرتازبين)، يمكن لوالدتك أن تبدأ بربع حبة – أي سبعة ونصف مليجرام – ليلا، ثم ترفع إلى نصف حبة، وهذه الجرعة جيدة جدا، وهذا الدواء بعد ذلك إن فقد فعاليته يمكن أن يدعم بالسوركويل والذي يعرف علميا باسم (كواتبين)، وجرعة البداية في كبار السن هي خمسة وعشرين مليجراما.

هذا التمازج بين هذين الدوائين هو الأفضل لتحسين النوم وضمان السلامة - إن شاء الله تعالى – فكلاهما لا يسببان الإدمان أو التعود، كما أنها من أكثر الأدوية السليمة من حيث التأثير على القلب وبقية أعضاء الجسم، كما أنه لا يخل بالذاكرة عند كبار السن.

الفصيل الآخر أو المجموعة الأخرى من الأدوية هي الأدوية المنومة من مجموعة البنزودزبنات وخلافه، وهذه ربما تؤدي إلى التعود، لكن استعمالها بشيء من الحكمة والرشد لا يؤدي إلى التعود، مثلا تناول الـ (زاناكس) مرتين في الأسبوع بجرعة ربع إلى نصف حبة ليلا، أو الـ (لورازبام)، هذا جيد ومقبول جدا، لأن السهر منهك جدا.

هنالك دواء آخر يعرف باسم (زولبديم Zolpidem)، ويسمى تجاريا (Stlinox)، وهو مشهور جدا، وله رفيق آخر، أو قرين يسمى (زوبيلكون Zopiclone)، وهذا يستعمل كثيرا في كندا وأمريكا الشمالية، وهذه أدوية جيدة، ويقال أنها لا تؤدي إلى التعود، وهي محسنة للنوم.

هذا ما لدينا من توضيح، وأسأل الله تعالى نوما سعيدا لوالدتك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات