السؤال
السلام عليكم..
أريد استشارتكم عن ابني الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، فمنذ بداية السنة الثالثة تقريبا وهو يذهب بنفسه إلى الحمام بمفرده، وأثناء الليل يستيقظ ويذهب للحمام، وتعود على الحمام بمفرده، ولكنه فقط يحتاج لمساعدة بسيطة مني.
ولكنه الآن منذ شهر تقريبا أصبح لا يذهب إلى الحمام، ويتبول على نفسه، سواء كان نائما أو مستيقظا، وأحيانا وهو يلعب أو يشاهد التلفاز، وإذا سألته لماذا؟ فإنه يقول لي: لم أستطع التحمل، مع أنه كان قبل ذلك يمسك نفسه لحوالي 6 ساعات أو أكثر، وبدون أن يذهب إلى الحمام.
لا أدري ما هي المشكلة؟ ولماذا تغير حاله؟ وأخاف أن أزيد المشكلة إذا ضربته أو عاقبته، خصوصا أنني ألاحظ أنه يتعمد فعلها.
ملاحظة: أخوه الأكبر منه عمره ست سنوات ونصف، لا يستطيع أن يمسك نفسه أثناء النوم، وقد حاولنا أكثر من مرة أن ندربه، وأمنعه فترة من الذهاب للحمام، ثم أسمح له، ثم أسأله لماذا ذهبت؟ يقول لي لا أستطيع التحمل، وأنا أخشى من أن يكون الولد الصغير قد سمع كلامي، ورأى أني لا أعاقبه، فصار يتبول على نفسه، فهو يتوقع مني أن أسامحه.
فإذا كان هذا السبب، فكيف أتصرف مع الاثنين؟ وهل أعرضهم على طبيب نفسي؟
أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولطفلك دوام الصحة والعافية.
أختنا الكريمة: التبول اللاإرادي له أسباب عضوية ونفسية، وربما يكون مقبولا في هذا العمر بالنسبة للطفل، ربما لعدم نضج العضلات والأعصاب المرتبطة بعمليات الجهاز الإخراجيK فالأفضل مقابلة المختصين من الناحية العضوية، للتأكد من الأسباب العضوية.
أما الأسباب النفسية، فهي كثيرة، منها:
- عدم شعور الطفل بالأمان نتيجة أي صراعات داخل الأسرة.
- أو وجود أي أساليب تهديد أو وعيد موجه نحو الطفل.
- أو الشعور بالحرمان من العطف والحنان وعدم الاهتمام.
- وبما يتخذه الطفل أيضا بطريقة لا شعورية لجذب انتباه الأسرة، ومحاولة النكوص إلى عمر الطفولة المبكرة، بسبب عدم قدرته على التعامل مع المشاكل التي تواجهه.
- وغير ذلك من الأسباب.
فعلى الوالدين إحاطة الطفل بجو من الأمان والعطف والحماية، لكي يشعر بأنه يعيش في بيئة معافاة نفسيا واجتماعيا، ومشبعا لجميع حاجاته دون إفراط أو تفريط.
وهناك علاجات سلوكية، وأجهزة للتنبيه، تستخدم لتدريب الطفل على التحكم في عملية التبول، وتوجد هذه الأجهزة في المستشفيات النفسية، ويمكنك الاستعانة بها إذا لزم الأمر.
نسأل الله تعالى أن يشفيه ويهديه إلى الصراط المستقيم.