السؤال
السلام عليكم
مشكلتي هي عدم ثقتي بنفسي عند الإجابة، عندما يسألني المدرس فلا أعرف الإجابة وكأني نسيتها، مع أني كنت أحفظ الإجابة بشكل ممتاز، ولكني أمام المدرس والزميلات أتوتر، خاصة أو الطلاب من الأولاد.
أنا الآن مصابة بتوتر كلما علمت أن الدرس سيناقش من قبل المعلمة في الغد، وهذا يسبب لي حزنا كبيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال.
إن ما وصفت في سؤالك هو أقرب لحالة نفسية نسميها عادة الارتباك أو "الرهاب الاجتماعي"، وهي حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانا من دون مقدمات، أو مؤشرات، حيث تشعر الفتاة بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة عند الحديث أمام الناس، الحديث في الصف أمام الطالبات، وفي بعض المناسبات، وقد تشعر الفتاة باحمرار الوجه، وتسرع ضربات القلب، وتعثر الكلام أو صعوبته، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون وسط أسرته، أو عندما يكون في صحبة شخصين أو ثلاثة فقط.
قد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية كالتعرق والإحساس، وكأنها سيغمى عليها، أو أن الناس ينظرون إليها، وقد تحاول الفتاة بالإسراع للخروج من المكان الذي هي فيها من أجل أن تتنفس؛ لأنها قد تشعر بضيق التنفس وكأنها ستختنق.
مجموعة هذه الأعراض قد نسميها نوبة الذعر أو الهلع، وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو بدون نوبات الهلع هذه.
قد تؤثر هذه الصعوبة على الفتاة وبحيث قد تبدأ بتجنب الأماكن المزدحمة، أو عدم الإجابة على أسئلة المعلمة مع أن الطالبة تعرف الجواب، وكما يحدث معك، وهكذا مما يؤثر على الجوانب المتعددة من حياتها.
في معظم الحالات، تنمو الفتاة وتتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما تتفهم طبيعة هذه الحالة، وخاصة أيضا عند الشابات ممن هن في سنك، وبحيث لا تعود في حيرة من أمرها، وهي لا يدري ما يجري معها، فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.
قد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاولي ألا تتجنبي الحديث في الصف أو الأماكن الخاصة التي تشعرين فيها بهذا الارتباك؛ لأن هذا التجنب يزيد الأعراض ولا ينقصها، والنصيحة الأفضل أن تقتحمي مثل هذه التجمعات، ورويدا رويدا ستلاحظين أنك بدأت بالتأقلم والتكيف مع هذه الظروف الاجتماعية.
ستلاحظين من خلال زمن قصير أن الحالة بدأت تتحسن، وأن ثقتك في نفسك وصلت أعالي السماء.
هذا؛ وبالله التوفيق.