هل تنصحوني أن أتزوج وأنا طالب مع قلة ذات اليد؟

0 285

السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبي لا يصرف علي، وأمي في الستين معلقة، وأخواي الاثنان لا يعملان (إدمان)، وأنا طالب في جامعة الإمام في الشريعة، أطلب العلم، لكن هل من نصيحة؟ أريد الزواج، فهل أعمل مع الجامعة؟ لكن أخاف إن عملت ألا أستطيع أن أبلغ العلم، وأنا الآن حياتي على المكافأة الشهرية ولله الحمد.

وقد أخبرت أبي أني أريد الزواج؛ لأني راغب جدا بتكون أسرة أكون مسؤولا عنها وأخدمها، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته، لكن رد ساخرا (توك بزر) أي ما زلت صغيرا.

لا أريد أن أقع فيما وقع فيه إخوتي، لما أهملهم أبي، فما نصحيتكم لي؟ هل أعمل مع الجامعة وأجمع المهر وغيرها من تكاليف الزواج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali3030 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من عباده الصالحين ومن أوليائه المقربين ومن العلماء العاملين، كما نسأله تبارك وتعالى أن يعطف عليك قلب والدك، وأن يصلح ما بينكم جميعا، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فالذي أقترحه عليك أولا أن تصرف النظر عن فكرة العمل مع الدراسة، لأن هذا مما لا شك فيه سوف يؤثر على مستواك، خاصة وأنك طالب في جامعة الإمام تدرس الشريعة، وهذا العلم يحتاج إلى نوع من الإتقان والتفرغ الكامل، إذا أردت أن تكون عالما عاملا، أما إذا أردت أن تكون مجرد حامل لشهادة علمية فهذا أمر من الممكن أن يتحقق بسهولة.

فأرى أن تتفرغ تفرغا كاملا للدراسة حتى تنتهي منها على خير، وما يدريك لعل الله تبارك وتعالى يمن عليك فتحصل على درجات متقدمة فتفتح أمام نفسك بابا من أبواب طلب العلم في المراحل المتقدمة، فوق الشهادة الجامعية كالماجستير والدكتوراه؛ لتغير حياتك بالكلية، لأنه مما لا شك فيه أن عملك في سلك التدريس بالجامعة سيرفع من شأنك ويعلي من مقامك، وسيجعل لك كلمة مؤثرة وموقعا حساسا، وستكون أقدر على حمل رسالة ربك وإبلاغها لطلاب العلم من أنحاء الدنيا من الذين يقصدون بلادك.

كذلك أيضا سيوفر لك دخلا ماديا راقيا عاليا، تستطيع من خلاله أن ترفع من شأن نفسك ومن شأن أسرتك، وأن تساعد والدتك وأخويك أيضا.

لذا أرى –بارك الله فيك– أنت الآن في الجامعة، وعمرك الآن في الواحد والعشرين، فلعلك الآن في السنة الثالثة أو الثانية من الدراسة، فأقول: بينك وبين التخرج رمية حجر، لذا فإني أنصحك أن تصرف النظر عن فكرة الزواج الآن ما دمت لست قادرا، وأن تصرف النظر كذلك عن فكرة العمل مع التعليم، وأن تركز جهودك كلها على الانتهاء من الدراسة بتميز وبتفوق، وبعد أن تنتهي من مرحلة الجامعة أعتقد أنه في مقدورك -بإذن الله تعالى- آن ذاك أن تتقدم لأي أسرة فسوف يقبلونك، وأن تكون لديك القدرة على أن تتزوج ولو من مالك الخاص، ما دام الوالد يقول بأنك ما زلت صغيرا.

فأنا أرى –بارك الله فيك– أن تركز جهودك على طلب العلم وفقط، وأن تجتهد غاية الاجتهاد، وأن تري الله من نفسك خيرا، عسى الله تبارك وتعالى أن يغير مجرى حياتك كلها، بل ومجرى حياة الأسرة بكاملها بسبب تميزك العلمي الذي سوف يرفع من شأن الأسرة قاطبة عندما تكون أستاذا بالجامعة وعالما كبيرا، تفتح أمامك كل آفاق البث والعرض، سواء كان ذلك عن طريق أجهزة الإعلام أو التدريس بالحرم، أو التدريس بالجامعة، أو حضور مؤتمرات عالمية، وسيكون ذلك عزا ما فوقه من عز.

فأرى –بارك الله فيك– أن تركز على دراستك، وأن لا تمارس أي عمل آخر، وأرى أيضا أن تصرف النظر قليلا عن فكرة الزواج ما دمت لست قادرا الآن، حتى يمن الله عليك بالانتهاء من مرحلة الجامعة، وبعد ذلك -إن شاء الله تعالى- ستفتح أمامك أبواب الخير، وأسأل الله أن يقدر لك الخير، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات