أعاني من وسواس الموت والأمراض، فما الحل؟

0 330

السؤال

السلام عليكم.

قبل حوالي سبعة أشهر شعرت بضيق في التنفس وقت صلاة العشاء، حيث كنت أصلي وأصابتني هذه الحالة، فلم أستطع التنفس إلا خلال التثاؤب، حيث أشعر بالراحة عندما أتثاؤب، وكنت أصلي فلم أستطع التثاؤب بالشكل الصحيح، فشعرت باختناق شديد، فلما انتهيت من الصلاة أصابتني نوبة هلع شديدة جدا، ولم أكن أعلم أنها نوبة هلع.

اضطررت أن أذهب إلى الطوارئ، وبعد فحص النبض والضغط، كانت النتيجة سليمة، لكن النوبة لم تنته، ثم شعرت بحرارة من أسفل القدمين إلى أعلى الرأس، أحسست بالموت، وبعدها أصابني وسواس الموت، كلما شعرت بضيق التنفس تصيبني النوبة، علما أنني أعاني من ضيق التنفس منذ فترة طويلة، لكن بسبب نوبة الهلع ازداد الوضع سوءا.

أخيرا تخلصت من مشكلة التنفس، فأصبحت أوسوس من أمراض القلب، واحتمال أن كل هذه الأوجاع من قلبي، ذهبت وعملت تخطيطا وأشعة، وكان كل شيء سليما، وبعدها أصبحت أشعر بخفقان، فذهبت إلى الطوارئ، وكان النبض طبيعيا، فأصبحت لا أزاول أعمالي بسبب الخفقان، رغم إحساسي به، سؤالي لكم جزيتم خيرا: ما الذي أعاني منه تحديدا؟ وما هي علتي إذا كان كل شيء سليما؟ وهل يستدعي إجراء تحليل الغدة الدرقية؟ شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

التثاؤب أثناء الصلاة ليس أمرا مستحسنا؛ لأن للشيطان دورا فيه، فلذا يحاول الإنسان أن يتحكم فيه بقدر المستطاع، ودائما الخشوع والتركيز في الصلاة يبعد التثاؤب عن الإنسان.

بالنسبة لما حدث لك – أيتها الفاضلة الكريمة – هي نوبة هلع كما وصفتها، والهلع أصلا هو نوع من القلق النفسي الحاد، يصاب به بعض الأشخاص الذين لديهم استعدادا أو درجة بسيطة من القلق المستمر والمرتبط بشخصياتهم، ونوبة الفزع أو الهلع أو الجزع نسبة لشدتها وما يصاحبها من خوف – خاصة الخوف من الموت – تبني لدى الإنسان ما نسميه بالخوف التوقعي الافتراضي، يعني نجد الإنسان دائما يتحسس ويتوقع أن هذه النوبات سوف تأتيه، وهذا يزيد من مخاوفه، بل يدخله في حالة وسواسية.

حالتك – أيتها الفاضلة الكريمة – من حيث التشخيص نسميها بقلق المخاوف الوسواسي الذي كانت بدايته نوبة هرع أو هلع، والحالة -إن شاء الله تعالى- بسيطة ويمكن علاجها.

الجزء الأول في العلاج أو الأساسي هو أن تذهبي وتقابلي طبيبا، يفضل أن تقابلي طبيبا نفسيا قطعا، إن لم يكن ذلك ممكنا قابلي طبيب الرعاية الصحية الأولية، واذكري له ما ذكرناه لك وأرشدناك إليه، سوف يتم إجراء فحوصات عامة: مستوى الدم (الهيموجلوبين)، السكر، وظائف الكلى، الكبد، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، فيتامين (ب12)، وفيتامين (د).

هذه فحوصات نراها أساسية جدا كقاعدة طبية، لكن على وجه الخصوص تحليل الغدة الدرقية ربما يكون هو الأهم.

إذا مقابلة الطبيب، إجراء الفحوصات، و-إن شاء الله تعالى- كلها سليمة، بعد ذلك أنت محتاجة لعلاج دوائي، محتاجة لعلاج استرخائي، وهذا كله يمكن أن يقدم لك، ومن أفضل الأدوية التي تعالج هذه الحالات عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويسمى علميا باسم (إستالوبرام) وعقار آخر يعرف باسم (إندرال)، الإندرال لا يسمح باستعماله في حالة وجود ربو أو حساسية في الصدر.

تمارين الاسترخاء مهمة ومهمة جدا، ويمكنك أن تستعيني باستشارة بموقعنا التي تحت رقم (2136015).

من النصائح التي أود أن أوجه لك أيضا هي: ألا تكثري من التردد على الأطباء، واصرفي انتباهك تماما عن هذه الحالة بأن تحسني إدارة وقتك، وتتخلصي من الفراغ الذهني والفراغ الزمني، وحاولي أن تفكري في مشروع – مشروع ما – وتضعي الخطط التي توصلك إلى مبتغاك، والدعاء، تلاوة القرآن الكريم، الذكر، والرقية الشرعية أيضا مطلوبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات