السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل أبلغ من العمر 42 عاما، وعمر زوجتي 34 عاما، تزوجنا منذ سبع سنوات، ولم نرزق بأطفال؛ لأننا نعاني من عقم غير مفسر، حيث إن تحاليلنا طبيعية هرمونيا، وتشريحيا.
أجرت زوجتي ثلاث عمليات لطفل الأنبوب، وجميعها لم تنجح، في الشهر الماضي تأخرت دورة زوجتي الشهرية، وإلى هذا الشهر أصبح تأخر الدورة 38 يوما، طلبت منها اختبارا للحمل، لكنها ترفض حتى لا تتعلق في وهم غير موجود.
أرجو منكم إجابتي، هل من الممكن أن تكون زوجتي حاملا؟ وكم هي نسبة وجود الحمل الطبيعي؟ تعاني زوجتي حاليا من تمدد وانتفاخ البطن، يصحبه ألم في الثدي، لكن دون غثيان أو قيء، علما أنها عند الإباضة شعرت بصداع وانتفاخ في البطن، وهذا ما يجعلني أستبعد الدورة الإباضية.
ولكم من جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادرة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من المؤكد أن هناك أسبابا خفية لديك، أو لدى الزوجة تمنع الحمل، ولم يتم العثور عليها، والزوج منفردا مسؤول عن 40 % من أسباب تأخر الحمل، والزوجة مسؤولة أيضا منفردة عن 40 % أخرى من أسباب تأخر الحمل، والنسبة الباقية تكون مسؤولية مشتركة بين الزوج والزوجة.
وبالنسبة لك، يمكنك تناول فيتامينات ومكملات غذائية مهمة لتكوين حيوية الحيوانات المنوية، مثل: فيتامين (A& E)، وأقراص فيتامين (C)، وكبسولات (أوميجا 3)، وحبوب (الزنك)، وحبوب (جلوتاثيون)، كمواد ضد الأكسدة، مع أخذ مضاد حيوي عند وجود صديد في المني، والتعود على تناول القرفة، والعسل، وحبة البركة، والزعتر، والخضروات، والفاكهة، ولا مانع من تناول المنشطات الجنسية في حالة ضعف الانتصاب.
عدم انتظام الدورة الشهرية أو تأخرها، ليس دليلا على الحمل، ويمكن معرفة ذلك عن طريق إجراء اختبار حمل في البول، وفي حالة الشك يمكن إجراء اختبار حمل في الدم، وعموما تأخر الدورة مؤشر على وجود خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية، وبين الهرمونات التي تفرز من المبايض، وكسل الغدة الدرقية، أو ارتفاع هرمون الحليب، والمفروض أن الزوجة تكون قد فحصت هرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض، وهرمونات الغدة الدرقية، وفحص الأجسام المضادة لمرض الفيروسات، والمرض المتعلق بالقطط، ومتابعة المبايض والرحم بالسونار؛ لمعرفة حالة المبايض، وهل هناك تكيس أم لا؟ ومعرفة حالة الرحم وهل به حاجز رحمي من عدمه؟
ومن أسباب تأخر الحمل والعقم؛ وجود أجسام مضادة في جسم المرأة، تقضي على الحيوانات المنوية، وتؤدي إلى تدميرها، مثل:( antiphospholipid antibody syndrome)، ويمكن للزوجة تناول أسبرين الأطفال 75 مج، وهو من بين الأدوية التي تساهم في حل مشكلة العقم، مع حبوب (Ferose F)، التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، ولإعادة تنظيم الدورة، يمكن تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي، لا تمنع التبويض، وبالتالي لا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرص واحد مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة، حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور، حتى تنتظم الدورة الشهرية مع السيطرة على الوزن وإنقاصه من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال ممارسة المشي والرياضة، وتناول حبوب (جلوكوفاج 500 مج)، مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء لمدة 6 شهور، لأن الوزن الزائد والسمنة هي السبب الرئيسي في خلل وعدم انتظام الدورة الشهرية.
مع الاعتماد على التغذية الجيدة، وتناول شاي أعشاب البردقوش، والمرمية، وحليب الصويا، وتلبينة الشعير المطحون، وتناول الفواكه، والخضروات، كل ذلك من الأشياء التي تحسن التبويض، وبالتالي تحسن فرص الحمل - إن شاء الله -، والدعاء والاستغفار، قال الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء, ووفقكم لما فيه الخير.