ابنتي لا تجلس في الروضة إلا بجلوسي معها، كيف نفعل بها؟

0 207

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على الموقع بارك الله فيكم.

أحبتي: أحتاج مساعدتكم في طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، تحب الروضة، -والحمد لله- وهي شاطرة ومؤدبة، ولكن يجب وجود أمها معها في الروضة حاولت الأم أنها تخرج بالقوة، ولكنها بكت فبكى الأطفال أيضا، فقالت الوكيلة لوالدتها: ابقي لليوم فقط، وعند بقاء الوالدة في الفصل تلعب وتلون وتشارك مع المدرسة، ما الحل؟

للعلم: عاقبتها والدتها بأنها لن تتحدث معها يوما كاملا، ولم يجد نفعا أيضا وحرمتها من الأيباد، وﻻ تزال لا تريد الذهاب إلا مع والدتها الفصل.

للعلم والدتها ذهبت معها الأسبوع الأول بالكامل، وكانت والدتها تخبرها أنني في الأسبوع القادم ﻻ أستطيع أن أبقى معك في الروضة قالت: إذن لن أذهب.

هل هذا له علاقة بضياعها أكثر من مرة في الحدائق أو المحلات، وذات مرة ضاعت البنت في كورنيش الجبيل من العصر حتى العشاء، -والحمد لله- تم العثور عليها بصحة جيدة، والحمد لله، هل لهذا علاقة بخوفها من الجلوس دون معرفة أحد مقرب معها؟

كيف نحل المشكلة والآن الروضة تقول إذا لم تستطع التعايش مع الأمر يجب عليكم إخراجها والمحاولة في الترم القادم، للعلم الروضة جديدة، وما لها إﻻ أسبوعان فقط، وليس لديهم خبرة سابقة، وﻻ يوجد لدينا في هذه المنطقة النائية إﻻ هذه الروضة.

آسف جدا على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abu abdalah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

تكثر أنواع المخاوف عند الأطفال كالخوف من العتمة، وبقاء الطفل بمفرده والمرتفعات وغيرها، ومن هذا الخوف خوف المدرسة، أو رهاب المدرسة، بل ربما كان هذا الخوف هو الأصل عند الطفل، وخاصة في هذه العمر الصغيرة أن يخاف من المدرسة أو الروضة، فالطفل لا يدرك لماذا عليه أن يترك أمه ويذهب مع هؤلاء الناس الغرباء من معلمات وأطفال.

وطبعا هناك علاقة وثيقة بين ضياع طفلتكم عدة مرات بين الحدائق والأسواق والكورنيش! فهذه الطفلة لا تشعر بالأمان في حال ابتعادها عن والديها.

ويبدو من وصفك لخوف طفلتك أنه خوف شديد، ولعله أكثر من المعتاد، مما يجعلني أسأل هل هناك بالإضافة لضياعها، هل هناك مشكلات أخرى داخل الأسرة كالخلاف بين الأبوين، أو أي خلاف آخر فيه ما يقلق هذه الطفلة؟

ولكن وأمام هذا الرهاب أو الخوف لا بد من تحلي الوالدين بالصبر والمثابرة على حضور الطفلة للروضة، وعلى الأهل عدم الاستجابة لهذا الرفض بالسماح للطفلة بعدم الذهاب للروضة، فعدم الذهاب هذا لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا وعنادا.

وأهم شيء هنا ألا تعيروا الطفلة بهذه الخوف، وإلا نكون قد أصلنا هذا الخوف عندها، شجعوا طفلتكم على حضور الروضة وأخبروها كم هي شاطرة، وربما تكلمون معلمتها لتعطيها انتباهها خاصة في البداية.

ويجب أن تتفهم المعلمة هذا الأمر، فتبدي تعاونا أكثر مع الأسرة من خلال جعل الأم تخرج من الصف، ولو مع بعض البكاء، وهي ستهدأ بعد قليل، وتعتاد على الروضة كغيرها من الأطفال، ولا أنصح باستمرار بقاء الأم في الصف.

طبعا لا يفيد موضوع التهديد أو مقاطعة الأم لابنتها، فهذه الطفلة لا تقوم بهذا الخوف بالقصد، فالخوف ردة فعل لا إرادية، وليس شيئا تحت سيطرة الطفلة.

والخبر السعيد أن معظم الأطفال -إن لم يكونوا جميعا- ينمون ويتجاوزون هذا الرهاب أو الخوف ومن دون أن تترك عندهم عواقب سلبية، ولكن لا بد من الصبر، ولو مع بعض الدموع.

حفظ الله طفلتكم من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات