التهابات اللثة وعدم تماثلها للشفاء

0 390

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر لكم جهودكم التي نفعت الكثير.

سؤالي لكم هو:

في الفترة الأخيرة أصبحت أعاني من التقرحات والفطريات في الفم، ولا أعلم السبب الرئيسي لها، حيث إنها مستمرة منذ خمسة أشهر وحتى الآن، لم تجد معها المضادات الحيوية، ولا الأدوية المخصصة لذلك، بل على العكس زاد الأمر سوءا وأصبحت تلتهب بشكل أكبر، وتلتهب أكثر.

أرجو إفادتي عن السبب وإرشادي إلى العلاج المناسب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لين فهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك أختي الفاضلة في موقع استشارات إسلام ويب.

بداية إن صحة الفم، والأسنان، والنسيج اللثوي، دليلا على صحة باقي أعضاء الجسم، وإن أغلب الأمراض العامة للجسم يكون أول عرض لها فموي، والأنسجة اللثوية تكون عادة بلون وردي محبب مع بعض التصبغات القاتمة عند الأشخاص ذوي البشرة السمراء، وأي تغير في لون اللثة، يدل على خلل ما في الجسم بشكل عام أو الفم، والنسج اللثوي بشكل خاص.

ومن أهم أسباب تغير لون اللثة:
1: التهاب اللثة، تكون في البداية بلون أبيض، ثم تتطور إلى اللون الأحمر، مع انتفاخ ونزيف.

2: الآفات الموضعية، كالحزاز، والطلاوة، وهي سليمة في المراحل الأولى، ولكنها تحتاج إلى متابعة من طبيب مختص لمعرفة المسبب، وعلاج الحالة مبكرا؛ لمنع تطورها.

3: تقرحات القلاع، وتكون الإصابة به نتيجة ضعف المناعة، وأغلب أسبابه نفسية، وإن أي قرحة فموية تستمر مع العلاج أكثر من شهر تستدعي استقصائيات أخرى، ومتابعة من قبل الطبيب.

4: الفطور الفموية، أو المبيضات البيض، التي تشتكين منها فهي تبدأ على شكل طبقة بيضاء موضعية، من الممكن أن تمتد لتغطي أجزاء أوسع من الحفرة الفموية، ويمكن قشر هذه الطبقة لتترك سطح نازف تحتها، وقد تتسبب برائحة فموية.

5: تواجد الفطور الفموية مرتبط بأمراض عديدة، ومنها أمراض المناعة الذاتية، وأمراض الدم، والاستعمال المديد للمضادات الحيوية، والعلاج الإشعاعي، ومرض السكري، وأمراض الجهاز الهضمي، والاستعمال الطويل للستيروئيدات القشرية، (الكورتيزون) وغيرها.

لذلك أول خطوات في العلاج تكون بتحديد المسبب، وذلك عن طريق طبيب مختص، وإجراء فحوصات للدم.

يجب عليك أختي الكريمة إيقاف المضادات الحيوية؛ لأن من أهم أسباب تواجد الفطور الفموية هو الاستعمال المديد للمضادات الحيوية، وإذا ما اضطررنا للاستعمال الطويل للمضادات الحيوية، لمدة أكثر من 15 يوما، يجب هنا أخذ الفيتامينات تحت إشراف الطبيب المعالج.

وإن استعمال المضادات الحيوية غير مجد في حالات الالتهابات الفطرية، كون المسبب هو الفطور بأنواعها، وليست الجراثيم.

والأجدى في حالات الالتهابات الفطرية، هو استعمال المضادات الفطرية، التي تطبق موضعيا على شكل حبوب تمضغ، أو كريمات، ويوجد الشكل الجهازي كالحبوب.

العلاج:
في حالة الفطور الفموية نبدأ بالعلاج (بالنستاتين معلق 100000وحدة)، يشطف به الفم أربع مرات يوميا، ولمدة 10 أيام، أو قرص مص من (النستاتين)، أربع مرات يوميا.

التأكيد على النظافة الفموية، مع تفريش الأسنان، واستعمال غسول حيوي على مادة كلورهكسيدين، الذي يعتبر مساعدا فعالا للعلاج.
كما يمكن استعمال مركب (الفلوكونازول 50مغ)، مرة واحدة يوميا، لمدة 10 أيام، وهو الدواء المفضل للعلاج الجهازي، ويكون عن طريق البلع.

أما استخدام مركبات (الامفوتربسين)، (والميكونازول)، يمكن استخدامها كبدائل (للنستاتين)، ولمدة مماثلة.

أختي الفاضلة، إن جميع هذه العلاجات هي علاجات موضعية للفطور الفموية، كون الفطور الفموية عرض ثانوي لمسبب رئيسي، لذلك يجب أولا معرفة المسبب الرئيسي للفطور، وعلاجه، لأنه إذا عالجنا الفطور الفموية فقط ستعود للظهور مجددا، ما لم يعالج السبب الرئيسي من الأمراض التي ذكرتها سابقا.

كما يجب التقييم، هل الفطور متواجدة ضمن الفم فقط، أم أنها متوضعة في مناطق أخرى، كالبلعوم، والجهاز الهضمي، وذلك عن طريق إجراء تقييم واسع عند الأطباء المختصين.

أختي الفاضلة، إن العلاج الموضعي للفطور الفموية قد يأخذ وقتا طويلا للشفاء، يتراوح من شهر إلى ستة أشهر، وهذا أمر طبيعي فلا تقلقي، ولكن كما نبهت سابقا الأهم معرفة المرض المسبب للفطور وعلاجه.

وأخيرا، أسأل الله أن يكون قد أصبح لديك الوعي الكافي لطبيعة مرضك، وأنا على ثقة بأنك ستتبعين النصائح والتوصيات التي ذكرتها لتجاوز المرض والشفاء منه.

ودمت بصحة وعافية!

مواد ذات صلة

الاستشارات