أريد أن أطور من نفسي وأتميز، ولكني أضيع وقتي، ساعدوني لأتغير جذريًا

0 386

السؤال

السلام عليكم

عمري 24 سنة، غير متزوجة، لا أعمل وأضيع أوقات فراغي بأشياء تافهة، وأدرس حديثا برنامج الماجستير في مجال التربية.

أحدثكم وأنا محبطة، ولا أريد إرسال طاقة سلبية، ولكني حقا محبطة، مررت بأزمات كثيرة محيطة بي من عدة شهور تبدأ من وطني الجريح، ومن ثم مصاب أصابني شخصيا -ونحمد الله- على كل شيء.

لدي العديد من الخطط والأهداف، ولكني أخطها فقط ولا أنفذها أبدا، أخطط من قبل4 سنوات، والمصيبة أني لم أنفذ شيئا، أهمل وأسوف بشكل متعمد، وأندم على الوقت المهدر الذي أستنزفه على الإنترنت، لا أنجز شيئا، أنا لا أعلق فشلي على الظروف، أريد أن أحقق ذاتي، أعرف كل الطرق، وأقرأ كثيرا، ولكن هناك عادات أريد تنميتها بنفسي، ولو أني اتخذت خطوات حقيقية سأنجز الشيء الكبير، ولكن حقا وضع بلدي لا يساعدني إضافة إلى أنني فتاة لدي حدودي.

التحقت ببرنامج الماجستير حديثا، وأريد أن أطور من نفسي، وأحقق نفسي وأتميز ولكني أضيع وقتي والمصيبة أنني أعي ذلك، أريد برنامجا جذريا تغيرا داخليا، لا أريد أن أستسلم للواقع، أنا اخترت الطريق الصعب، وأعاني من داخلي جدا، أرجوكم ساعدوني.

أريد خطة حقيقية للإنجاز ومعرفة واكتشاف ذاتي، والوصول للنجاح والتفوق والتميز.

شكرا لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة نحيي فيك هذا الطموح، وهذا الحلم الواعد، ومن حق كل إنسان أن يطمح ويحلم، وعليه أن يسعى ويجتهد لتحقيق طموحاته وأحلامه، فنسأل الله تعالى أن ينعم على وطنك بنعم الأمن والأمان والاستقرار، ويجمع شمل كل أسرة.

أولا: نقول لك أبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدليه بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة، فأنت مؤكد أن لديك العديد من القدرات والطاقات فقط محتاجة لتفجير واستثمارها بصورة جيدة -وإن شاء الله- تصلين لما تريدين، انظري إلى حال من هم أضعف وأقل منك صحة وعلما وقدرة ومهارة تعلقوا بالحياة فأبدعوا فيها وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة، فلمعت أسماؤهم، وكبر شأنهم، وصاروا من الأعلام فما تم ذلك إلا بقوة عزيمتهم وإرادتهم ومثابرتهم.

واعتبري المرحلة التي تمرين بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة ونظرة جديدة للمستقبل، واعلمي أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى، ونستعين بالله تعالى ونتوكل عليه، ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده -سبحانه وتعالى-، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

فأي إنجاز ولو بسيط سيؤدي -إن شاء الله- إلى تغيير نظرتك عن نفسك، وإلى زيادة ثقتك بنفسك.

ونرشدك بالآتي لكي تحققين ما تريدين -إن شاء الله-:

1- ضعي أهدافك واضحة، واكتبيها بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر وتذكريها باستمرار مثلا ما هي الطموحات التي أنوي تحقيقها؟ وما هي الوسائل التي تساعدني في تحقيق ذلك؟

2- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح لكي تنعمي بالبركة في وقتك، وأكثري من الاستغفار فإنه مفتاح الفرج.

3- حددي الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا، وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم لكي تكون هي أوقات الإنجاز.

4- مارسي الرياضة بشكل منتظم؛ لأنها تكسبك الحيوية وتنشط عقلك.

5- حددي أوقاتا للترفيه والتزمي بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي ولفترات قصيرة.

6- حددي أوقاتا للراحة والنوم والتزمي بها حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.

7- قومي بوضع جدولك وفقا للمعطيات السابقة، وقيمي مدى التزامك به يوميا مثلا إذا التزمت به تماما أعطي نفسك 10/،10 وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قومي بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني يوضح الإنجازات لكل يوم، وتذكري عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه لكل يوم لكي تقومي بتعديل أو إصلاح خطتك، وقومي بتقييم إنجازاتك بصورة دورية (كل يوم -كل شهر- كل سنة).

8- استعيني بالله، ثم بذوي العلم والخبرة في وضع خطتك، وفي كيفية تحقيق الأهداف.

9- اقتدي بسير العظماء والنبلاء والعلماء، وأولهم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

10- اتبعي منهج المواظبة والمثابرة في نشاطاتك الحياتية الموجهة للتطوير.

11- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي الرغبة في بلوغ الكمال -سرعة التسليم بالهزيمة- التأثير السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الفائقة، افتقاد روح الفكاهة.

12- اعلمي أن العمل بالأسباب والتوكل على الله والاستعانة به هي مفاتيح نجاحك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات