معاناة مع الخوف والضيق

0 260

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة ولدي 4 بنات، ولكنني أعاني حالة نفسية صعبة جدا منذ 4 سنوات، حيث أعاني من خوف وقلق وضيق في الصدر لدرجة أنه ليس لدي رغبة في الأكل أو المعاشرة الزوجية وحتى الاهتمام بالبيت، لذلك أرجو المساعدة.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ انتصار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأعراض الخوف والقلق والتوتر هذه نتيجة من القلق، وضيق الصدر ناتج من انقباض عضلات الصدر، وفي حالة التوترات النفسية كثيرا ما تتوتر عضلات الصدر، وكذلك البطن وأسفل الظهر مما ينتج عنه هذه الأعراض النفسوجسدية (السيكوسوماتية) وضعف رغبتك في الأكل والمعاشرة الزوجية وحتى الواجبات المنزلية: هذا ناتج من شعور اكتئابي.

التشخص النهائي لحالتك هو أنك تعانين من قلق المخاوف الاكتئابي، هذه الحالة بسيطة -إن شاء الله تعالى- أنت -الحمد لله تعالى- لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، لا بد أن تتفكري وتتأملي في هذه الإيجابيات العظيمة، ولا تدعي الفكر السلبي يسيطر عليك.

النقطة الثانية هي: ضرورة الالتزام بتنظيم الوقت، عليك بالنوم المبكر، عليك بالاستيقاظ المبكر، الصلاة في وقتها، الأعمال المنزلية، تجهيز البنات، الاهتمام بأمر الزوج، ترتيب المنزل، هذا كله –أختي الكريمة– يتطلب منك دافعية داخلية وإصرارا على الأداء والتنفيذ مهما كانت مشاعرك.

أرجو أيضا أن تتواصلي اجتماعيا، هذا فيه خير كبير لك، وأنت قطعا محتاجة لأحد مضادات قلق المخاوف الاكتئابي، ومن أفضلها دواء يعرف باسم (سيرترالين) إن كان هنالك إمكانية لمقابلة الطبيب النفسي فهذا جيد، وإن تكن هنالك إمكانية أرجو أن تتناولي هذا الدواء، والجرعة هي خمسون مليجراما، تناوليها ليلا لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها مائة مليجرام –أي حبتين– ليلا، استمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا الدواء ممتاز وسليم وآمن وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، لكن لا ننصح باستعماله في أثناء الحمل.

إذا أجريت أيضا فحوصات عامة من خلال مقابلة الطبيبة في المركز الصحي هذا سيكون أمرا جيدا، تأكدي من مستوى الدم ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب 12) ووظائف الكلى والكبد، هذه الفحوصات العامة والروتينية مهمة، والإنسان يجب أن يعرف صحته الجسدية، لأن الجسد والنفس لا يفترقان، إذا اشتكت النفس اشتكى الجسد، أو إذا اشتكى الجسد اشتكت النفس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات