أعاني من شدٍ في البطن من الجهة اليسرى ويزعجني كثيرا

0 416

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة كنت أعاني من شد في البطن من الجهة اليسرى، ويزعجني كثيرا، وبعض الأحيان يحدث معي إمساك، أذهب إلى الحمام يوميا حتى أتاني شعور وخوف؛ لأني أحس بثقل في البطن جهة اليسار، وأخذني الوسواس للتفكير بأنه ورم في القولون.

علما أني كنت أتعالج سابقا بأخذ دواء سيبراليكس 10 مل جرام لمدة 7 أشهر، وتوقفت عنه والحمد لله، ينتابني هذا الشعور يوميا ويختفي أحيانا بالأشهر، ويرجع مرة أخرى، والوقت الذي أحس فيه براحة هو وقت النوم؛ لأني لا أحس بشيء أبدا، ومنذ أستيقظ أبدأ التفكير، ويرجع الشد مرة أخرى، وهذا يضايقني كثيرا!

منذ أسبوعين ذهبت لدكتور الباطنية وأجرى لي بعض الفحوصات للخروج والدم والكبد، واتراساوند على البطن، وجميع التحاليل ممتازة إلا تحليل واحد يسمى: M2PK نتيجته بوزتف.

أنا خائف ومتوتر، وطلب مني الدكتور منظارا للقولون، بالرغم من أن جميع التحاليل السابقة ممتازة باستثناء هذا التحليل، وللعلم أنا لا أعاني من غثيان ولا تقيؤ ولا نقصان في الوزن بالعكس وزني ازداد في المرحلة الأخيرة لما توقفت عن أخذ سيبراليكس!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القولون العصبي واضطرابات الجهاز الهضمي هي من أكثر الاضطرابات التي قد يكون القلق والخوف المرضي سببا فيها.

أعتقد أنه لديك شيء من هذا، قلق المخاوف الوسواسي هو الذي يهيمن عليك وهو الذي يسيطر عليك، وقطعا هنالك مبالغة في مشاعرك وتفكيرك وتفسيرك للأعراض.

نحن لا نلومك أبدا – أخي الكريم – في هذا السياق، لكن وددت أن أطلعك على الحقيقة، حتى تجعل مشاعرك أكثر تكيفا وأكثر تواؤما، وتجري حوارا إيجابيا مع نفسك بأن تقنعها بأن الذي تعاني منه هو مجرد قولون عصبي ناتج من حالة القلق والتوتر التي تعاني منها، وقل لنفسك (لماذا أقلق؟ لماذا أتوتر؟ أنا بخير).

من ناحية أخرى: أرجو ألا تتنقل بين العيادات والأطباء، هذا يعقد الأمر تماما، كل طبيب يعطيك تفسيرات هنا وهناك، والذي أراه أنك محتاج فقط أن تقابل الطبيب النفسي، وأكمل فحوصاتك مع طبيب الجهاز الهضمي، ومن الواضح جدا أنها كلها سليمة، الأمر كله نفسوجسدي وليس أكثر من ذلك، وتحسنك مع السبرالكس هو أحد البراهين التي تثبت ذلك.

أنت محتاج لأن تمارس الرياضة بكثافة، لأن الرياضة الآن أثبت أنها تغير كيمياء الدماغ تماما، تساعد خلايا الدماغ على أن تنشط، يتم ترميمها وتحسين فعاليتها، وهذا قطعا يزيل شوائب الخوف والقلق والوسواس، ويؤدي إلى تحسين المزاج، مما يحد من شدة وحدة الأعراض النفسوجسدية التي تعاني منها، فإذا الرياضة هي مكون رئيسي لعلاجك.

تنظيم الوقت أيضا مهم، عدم ترك مجالا للفراغ، هذا أيضا من العلاجات التي وجدناها مهمة جدا، وأعتقد أنك تحتاج لعقار مثل الدوجماتيل والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد)، هذا يساعدك كثيرا، تناوله بجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر مثلا، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات