السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 28 عاما، منذ عامين شعرت بألم شديد جدا بمنطقة الصدر، ذهبت للطبيب وقمت بعمل أشعة على الصدر، ولكن لم يكن هناك أي شيء وأعطاني دواء اسمه ليسترال على أساس أن عندي بداية اكتئاب، أخذت الدواء لمدة 10 أيام فقط، ولم أكمله أحس أنه ليس اكتئابا ولكنه مرض عضوي، بعدها بفترة بسيطة جاءني ألم شديد في فم المعدة ذهبت لدكتور جهاز هضمي أوصاني بعمل سونار على منطقة البطن، وعمل تحليل براز بعد عمل السونار لم يكن عندي شيء، ولكن وجدوا جرثومة بلورية بالمعدة، أعطاني الدكتور أدوية: زانتاك، وامبيزول وايزو بروتوكول لمدة 8 أشهر كاملة.
في هذه الفترة فقدت الكثير من وزني، واختفت تلك الأعراض، ولكن جاءني وسواس الموت بطريقة غير طبيعية، حاولت أكثر من مرة أن أفكر في أشياء أخرى بعيدة عن الوسواس، ولكن لا جديد وبدأت أحس بألم في منطقة القلب، وضيق شديد في منطقة الصدر، وإحساس أن روحي تطلع بعدها أحس بألم شديد في جسمي ورعشة هذا الموضوع استمر معي منذ ما يقرب العامين، ولكن هذه الآلام تأتيني على فترات، ذهبت لطبيب القلب وعملت الايكو، ووجدت أن قلبي سليم، ولكن هناك ارتجاع بسيط ولا يؤثر في شيء.
منذ فترة بدأت آلام المعدة تعود بشراسة، وأكثر من السابق، وبدأت من نفسي آخذ زانتاك فوار ودايجست ايزي، وهو علاج طبيعي؛ لأني تعبت من الأدوية الكيميائية، رجاء أن تفيدوني ما العلاج، وما علاج هذا الوسواس الذي أصابني؟ لأنه يقلقني أكثر من آلام المعدة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الحالات نسميها بالحالات السيكوسوماتية – أي النفس جسدية – فأنت في الأساس لديك من القلق والتوتر الداخلي، ليس لديك اكتئاب -الحمد لله تعالى-.
هذا القلق حتى وإن كنت لا تشعر به قلقا، حيث إنه قلق مقنع، يؤدي إلى تقلصات عضلية خاصة في منطقة الصدر، وكذلك الجهاز الهضمي، مما يجعلك تحس بهذه الآلام، وقطعا إفراز الأحماض حين يكون زائدا في المعدة ووجود الجرثومة البلورية هذا أيضا يزيد من عدم الارتياح فيما يخص وظائف الجهاز الهضمي.
أيها الفاضل الكريم: أرجو ألا تنزعج، ليس بك شيء -إن شاء الله تعالى- عليك بممارسة الرياضة بانتظام، الرياضة تقوي النفوس والأجسام، وهي من أفضل أنواع العلاج لحالات النفسوجسدية مثل حالتك.
رتب وقتك – هذا مهم جدا – رفه عن نفسك بما هو جميل وطيب، احرص على الصلاة في وقتها والدعاء والذكر وتلاوة القرآن، فهي من أعظم المطمئنات للنفوس، واجعل حياتك حياة صحية، والحياة الصحية كما ذكرنا تتطلب الرياضة، تتطلب النوم المبكر، وتتطلب أن يكون الإنسان إيجابيا في حياته، نافعا لنفسه ولغيره، وقطعا أنت لديك أشياء طيبة وجميلة كثيرة في حياتك.
أيها الفاضل الكريم: لا أريدك أن تتردد على الأطباء كثيرا؛ لأن هذا يؤدي إلى الكثير من الوسواس والتخوف المرضي الذي قد يصل إلى درجة المراء المرضي.
راجع طبيبا واحدا، طبيبا تثق فيه، الطبيب الباطني المختص في الجهاز الهضمي قد يكون مفيدا بالنسبة لك، وراجعه مرة كل ثلاثة أشهر من أجل إجراء الفحوصات الروتينية، هذا يطمئنك كثيرا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الزولفت بالفعل دواء ممتاز جدا حتى للقلق وللأعراض النفسوجسدية، وفاعل، لكن ما دام لم يوافقك فأنا أنصحك بتناول دواء واحد بسيط جدا وهو الدوجماتيل، والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد)، الجرعة هي تبدأ بخمسين مليجرام – أي كبسولة واحدة – تناولها ليلا لمدة أربع ليال، ثم اجعلها كبسولة صباحا وكبسولة مساء لمدة شهرين، ثم كبسولة صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هو دواء بسيط وغير إدماني وغير تعودي، ورائع جدا في علاج الأعراض النفسوجسدية، لكن لا بد أن تأخذ بما أسديته لك من نصح وإرشاد فيما يتعلق بحالتك هذه، وهي بسيطة من وجهة نظري.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.