شعري يتساقط وأحس بحرقة في مكان تساقطه

0 366

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باختصار: شعري خفيف بالوراثة من ناحية والدي وعماتي، كان ثقيلا لغاية عمر 15 سنة، ثم عملت حمية غذائية فقدت فيها عشرين كيلو في أقل من شهرين، فأصبح شعري خفيفا، ولكنه طبيعي.

ومنذ خمس سنوات تعرضت لضغط عصبي شديد أدى لتساقطه مرة أخرى، فأصبح أخف، والآن لدي طفلتان توأم في عمر السنة، كنت أرضعهم طبيعيا حتى فوجئت منذ شهر ونصف بتساقط رهيب في شعري، ففطمتهم وذهبت للطبيب فكتب لي مينوكسيديل جيل 5% وسنترم استمررت عليه أسبوعين، ثم شعرت بإحساس كالحرق في فروة رأسي.

علما أني أبكي إلى حد الانهيار يوميا من تساقط شعري، ففي كل مرة أمشط شعري أجد حوالي ثلاثين شعرة، أو أكثر في يدي بخلاف الموجودة بالمشط.

ذهبت لطبيب آخر فنصحني بالتوقف عن المينوكسيديل، وأن أستخدام نيوبتيد من دوكراي، وحديد، وأعطاني اليكون لالتهاب فروة الرأس لمدة أسبوع، ثم البدء في كورس نيوبتيد، ولكن لا زلت أشعر بالحرقة الشديدة في رأسي في أماكن تساقط الشعر، فهل هو أمر نفسي؟

أرجو النصيحة، شعري أصبح خفيفا لدرجة لا توصف ماذا أفعل؟ وهل آخذ أدوية نفسية؟ هل بكائي إلى حد الانهيار يوميا يزيد حالتي سوءا، أشعر بالعذاب وأشفق على بناتي من الحالة النفسية التي وصلت لها، علما أني أدعو الله وأقرأ القرآن يوميا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعر الموجود في الفروة يمر بثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen)، ومرحلة الكمون الـ (Catagen)، ومرحلة السقوط الـ (Telogen)، وحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط, وتستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل: اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، العمليات الجراحية، ولادة، فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه، وذلك ما حدث لك بعد الولادة، والضغط النفسي، والحمية الغذائية القاسية.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل: الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.

أنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات، أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله-.

النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـ: Telogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

أما بالنسبة للصلع الوراثي فعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الـ Dermoscope.

ويمكنك مراجعة الطبيب؛ للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي، وفي حالتك أتصور أنك تعانين من كلا النوعين لتساقط الشعر، ويجب العلاج مبكرا، وبالأخص في مشكلة الصلع الوراثي للحصول على أفضل النتائج الممكنة.

بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي: العلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج؛ يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للسيدات2%، وليس 5% المذكور، بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكدي من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي؛ لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستخصر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك.

وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى مثل: النيوبتد المذكور وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

في بعض الأحوال قد يكون فقد الشعر من فروة الرأس مصحوبا بألم؛ ومع العلاج، ومرور الوقت سوف تتحسن تلك الشكوى.

وبالنسبة للحرقان: قد يسبب المينوكسيديل تحسسا تلامسيا، وكذلك بعض أنواع من الشامبوهات، أو مستحضرات العناية بالشعر الأخرى، ويكون ذلك مصحوبا بحرقان بفروة الرأس، وتوجد أسباب أخرى مثل: الضعط النفسي، والتوتر، والصداع النصفي، وبعض مشكلات الأعصاب الطرفية المحددة بالأعصاب، أو كجزء من مرض عضوي عام، وغيرها من الأسباب.

ومن الأفضل التوجه لطبيب أمراض باطنية تخصص أعصاب؛ لتقييم الحالة، وربما عمل بعض التحاليل والأشعات اللازمة؛ للتأكد من خلوك من أي سبب لهذه المشكلة، ووصف العلاج اللازم حسب التشخيص، وإذا لم يكن هناك أي مشكلات عضوية فقد تكون المشكلة نفسية.

والنصائح التالية مهمة لك بكيفية الاهتمام بالصحة العامة, والعناية بالشعر:

• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية, والفيتامينات والمعادن)، وشرب كمية كافية من الماء يوميا.

• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضية؛ لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس, وتجنب التوتر والقلق, وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.

• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات, وتجنب استعمال الصابون بأنواعه, على أن يكون بالتباعد لكي يبقى الشعر نظيفا, وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع, وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر (Conditioner) مع غسل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر.

• يفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة, ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى, ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل, والموس, وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين, وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار, وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات