السؤال
السلام عليكم
متزوجة منذ أربعة أعوام وبعمر 26 سنة، كنت أعاني من تكيس المبايض، والحمد لله، حملت بعد إرادة الله، ثم استخدام حبوب فرتاب منشطة، وأنجبت، الحمد لله، ابني الآن هو بعمر خمسة أشهر أرضع رضاعة طبيعية، ولم تنزل الدورة حتي الآن، وأرغب في الحمل مرة أخرى، كيف أنزل الدورة بحيث أتمكن من الحمل؟ وهل الحبوب الكلوميد المنشطة للمبايض تتعارض مع الرضاعة الطبيعية؟
ولدت ولادة قيصرية تم أعطاني الطلق الاصطناعي، لعدم حدوث الطلق، والمشيمة (شاخت) وأكملت شهري ونبض الجنين ضعيف، واستمريت من الساعة 11صباحا وحتى الخامسة عصرا، وفتح الرحم 7 سنتي وفجأة أخبرتني الممرضة أن رأسه لم يتمكن من الخروج، وبمصطلح لم أفهمه، كأنها تقول: إن الرأس انحصر، وأجرت لي قيصرية، فسألت الطبيبة هل الحوض ضيق؟ أخبرتني بأن الحوض طبيعي.
إذا لماذا لم يخرج الرأس؟ وكنت قد أخذت إبرة الظهر لتسكين ألم الولادة، لكن كنت أحس بألم شديد وكأني لم آخذ جرعة مسكن، ولجؤوا للتخدير الكامل أثناء القيصرية، ما الخطأ في إبرة الظهر التي استخدمت؟
أرجو منكم شرح الحالة لأتفادى الحيرة التي أمر بها، وهل الحمل بعد مرور ستة أشهر مناسب لالتام الجرح الداخلي؟
لكم جزيل الشكر، وفي ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم رغبتك في الحمل ثانية –يا عزيزتي- وفي البدء أود أن أقول لك: إن ما حدث معك في الحمل الأول, هو أمر يحدث كثيرا, وتفسيره هو أن رأس الجنين لم يكن بوضعية مطابقة تماما لأقطار الحوض, فلا يكفي أن يكون الرأس في الأسفل لتتم الولادة الطبيعية, بل يجب أن تحدث مطابقة جيدة بين أقطار رأس الجنين, وبين أقطار الحوض, حتى يمكن للتقلصات الرحمية أن تكون فعالة, وحتى يتمكن رأس الجنين من النزول في الحوض بدون مشاكل.
بالنسبة للحمل الآن, أنصحك بالتروي وعدم التسرع, لأنك ما زلت ترضعين, والإرضاع نفسه يسبب توقف نشاط المبيض بسبب ارتفاع هرمون الحليب في الدم, هذا الهرمون يمنع تطوير البويضات, ولذلك لا يجوز أبدا تناول المنشطات المبيضية من قبل السيدة المرضعة قبل إيقاف الرضاعة, وسأضرب لك مثلا أو تشبيها لتقريب الصورة.
هل يجوز مثلا أن نقوم بالضغط على مفتاح التشغيل، والتوقيف لجهاز ما، وبنفس الوقت؟ وهل سيعمل هذا الجهاز في هذه الحالة؟ بالطبع لن يعمل؟ بل قد يصاب بالعطل والضرر.
كما يجب الانتباه إلى أن ولادتك كانت عن طريق عملية قيصرية, وبعد العملية القيصرية فإننا ننصح بالانتظار مدة سنة على الأقل, قبل حدوث حمل جديد, وذلك للسماح للندبة التي في جدار الرحم، وليس في الجلد، لتصبح قوية، وتعود إلى طبيعتها النسجية, فتتحمل التمدد والتمطط من جديد, وبالتالي تتحمل الطلق والولادة الطبيعية بدون خطورة من أن يحدث تمزق فيها.
هنالك نقطة أخرى أحب أن أتطرق لها وهي: أن سير مرض تكيس المبايض يتغير ولا يمكن التنبؤ به, أي أننا لا نعرف كيف أصبحت الأمور عندك بعد الولادة.
لذلك يجب إعادة تقييم حالتك من جديد لكن بعد الفطام, لمعرفة هل ما زال عندك تكيس في المبايض أم شفي بإذن الله تعالى, فهنالك بعض الحالات التي يشفى فيها التكيس تماما بعد الولادة, ويحدث الحمل بعدها بشكل طبيعي، وبدون منشطات, فأنصحك ثانية بالتروي, وإتمام رضاعة طفلك, ثم بعد الفطام يمكن إعادة تقييم حالتك، وبناء على الموجودات يمكن مساعدتك.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.