السؤال
أنا متزوجة منذ 3 شهور، ولكن زوجي لا يستطيع الاقتراب مني، ويقول: إنه يوجد حاجز يمنعه من ذلك، حتى إنه لا يستطيع الجلوس بجانبي، ودائما تكون هناك مسافة بيني وبينه، ولا يقول لي كلمات جميلة، وأصبح الآن طول الوقت خارج المنزل، حاولت التقرب منه ولكن لا جدوى.
ذات مرة طلبت الطلاق فقال لي: إنه من المستحيل أن يطلقني، وإنه لن يجد امرأة مثلي، وفي مثل خلقي. وقد صبرت 3 أشهر على هذه الحال، والحمد لله -ومن غير تكبر- فأنا إنسانة جميلة، وأخلاقي عالية جدا، وذكية، وأيضا نظيفة ومرتبة، وهو يعلم ذلك وأخبرني به، واعتذر مني وقال: إنه سيفعل كل ما يرضيني، وإنه يعلم أنه مقصر جدا في حقي، ووعدني أنه سوف يتغير.
أشرت إليه بأنه من الممكن أن تكون عينا أو حسدا أصابنا، وسوف نذهب إلى شيخ ليقرأ علينا، ولكن نحن مبتعثون في الخارج، ولا يوجد شيخ، فقلت له: لنحافظ على قراءة القرآن، لكنه مقصر في صلاته، ولا أعرف كيف أجعله يلتزم بها، وأريد أن أكسب قلبه؛ فأنا أحبه ولا أريد الانفصال عنه، فكيف أجعله يحبني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح زوجك والأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن مسيرة الإصلاح وخطة السعادة والعافية تبدأ بالسجود لله، والخضوع له، وما عند الله من خير ووفاق وتوفيق لا ينال إلا بطاعته سبحانه، فاجتهدي في تذكيره بالصلاة، واطلبي منه أن يصلي معك النوافل، وذكريه بأهمية الصلاة كفريضة، وبدورها كطارد للشياطين والشرور، وكان السلف إذا حزبهم أمر واشتد بهم حال فزعوا إلى الصلاة، يتأولون قول الله: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}.
لا شك أن زوجك يحتاج للرقية الشرعية، ولكن الرقية تحتاج إلى استعداد في المحل، وذلك بمواظبته على الصلاة، واستعانته وتوكله، ولجوئه لرب الأرض والسماء، وإذا لم تجدوا راقيا فيمكن أن تقومى بقراءة الرقية الشرعية عليه، فالرقية الشرعية دعاء، ويمكن للإنسان أن يرقي نفسه، كما يمكن أن تقوم الزوجة بذلك لزوجها، وهذا أحب إلينا؛ لأنها ستخلص له في الدعاء؛ لأنها تحبه، ويمكن أن يرقي نفسه وسيخلص لنفسه.
وعلى كل حال، فالأمر هين، والصبر جزء هام من العلاج، وكذلك التشجيع، ونتمنى أن تبادري أحيانا بالاقتراب منه والدخول إلى فراشه، ومداعبته واحتضانه، وتقبيله، وشجعي أي خطوة للأمام، وأظهري الفرح به.
ومن المهم التواصل مع موقعك، وإفادتنا بالتطورات، واكتمي أمرك وأمره، وتزيني له ولا تظهري الإحباط واليأس؛ فإن ذلك مما يعمق الجراح ويرجعه للوراء، ولست أدري هل يحصل له انتصاب أم لا؟ وأرجو إفادتنا بالطريقة التي تم بها التعارف والزواج، وهل بينكما قرابة؟ وهل يشعر بصداع أو تأتيه أحلام مزعجة؟ ووو...
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ونسأل الله أن يسعدك، وأن يعوضك عن صبرك خيرا، ونتشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يبارك لكم وعليكم، وأن يردكم غانمين سالمين.
وفقكم الله وسددكم وأعانكم.