أختي تعاني من هلاوس ووساوس شديدة، كيف أساعدها أرشدوني؟

0 340

السؤال

السلام عليكم

أختي عمرها 34 سنة، منذ سنتين ألاحظ عليها الاكتئاب، وبعد صدمة عاطفية وضغوطات صارت تقول أشياء، اعتقدت أنها حقيقة.

في البداية تقول: إن جهازها الحاسب تهكر، وصورها تنتشر، وأنها ترى صورة أخي في النت، وأنا صدقتها، لكنني بعد ذلك رأيتها كئيبة ومنطوية، ثم صارت تقول: بأنها تقرأ على لوحات السيارات رسائل موجهة لها، وأن الذين في التلفاز يقصدونها، ويتكلمون عنها، وأن أهلي والناس في البيت يمثلون، وأن بيتنا تحس أن فيه كامرات، وأن ناسا يضرونها ويضرونا.

قبل أن تتطور حالتها؛ أخذتها للدكتور، وقال: بأن لديها حالة ذهانية، وأعطاها اولانزين 2.5 حبة يوميا، واستمرت شهرين، ولم تتغير حالتها، ورجعت لنفس الدكتور، وزاد الجرعة 10، بعد ذلك 15، وأضاف رسبال حبة 2.5 يوميا.

ومنذ زيادة جرعة اولانزين ورسبال 10 لها أكثر من أسبوعين، خفت عندها الانفعالات، وصارت تقول: بأنها لم تعد ترى بأن من حولها يمثلون، ولكنها لا زالت تقرأ الرسائل على لوحات السيارات، وتعاني من خوف وقلق منذ أسبوع، تدور في البيت، وتبكي، وتقول: بأنها خائفة؛ لأن صورها في الإنترنت، وأنها تخشى الفضيحة، ولا تنام سوى ساعة، وعندما تستيقظ؛ فإنها تدور في حالة قلق شديد.

قبل ثلاث سنوات جاءها وسواس قهري، وتعالجت لمدة 6 شهور، وشفيت، ولكنه رجع لها بشكل ثان، ووضعها يحزن.

لقد تعبت، فكل يوم آخذها للمستوصف، لكي يعطوها مغذ ومهدئ، فما الحل يا دكتور؟ هل نصبر على العلاج؟ أو أنه يحتاج لتعديل؟ وهل من الممكن أن ترجع طبيعية؟ وهل تحتاج إضافة أدوية؟ فهي تعاني من خوف رهيب؟ وما هي الأدوية التي من الممكن أن تساعدها؟

كما أن فكرة الصور أطالت فيها الكلام، فهي خائفة من الفضيحة والمستقبل، وأشياء كثيرة، وصارت مثل المجنونة.

ساعدني أرجوك يا دكتور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fofo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على اهتمامك بأمر أختك، وكذلك أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

اطلعت على رسالتك بكل دقة، وأقول لك: إن أختك لا تعاني من وساوس، أختك تعاني من مرض ذهاني يعرف بالمرض الباروني أو الزواري، وهو نوع من المعتقدات والأفكار الخاطئة، وهذه أفكار ظنانية، شعور بالارتياب، وهنالك ما يعرف بضلالات التلميح، وهي في اعتقادها أن الآخرين يقصدونها، ويتكلمون عنها، ويتربصون بها، هذه حالة ذهانية عقلية نفسية معروفة، والعلاج -إن شاء الله تعالى- ليس صعبا، لكنه يتطلب التزاما قاطعا.

أهم علاج بالنسبة لها هو العلاج الدوائي؛ لأن هذه الحالات يعتقد أنها ناشئة من تغيرات تحدث في كيمياء الدماغ، تشمل مواد تسمى بالموصلات العصبية، أهمها مادة تسمى بالدوبامين، قد يحدث فيها نوع من الاضطراب، أو ضعف في إفرازها، أو زيادة في إفرازها، الأمر ليس مؤكدا.

إذا ما دام هناك مشكلة كيميائية دماغية؛ فهذه لا تعدل إلا عن طريق الدواء.

الأدوية التي أعطاها لها الطبيب صحيحة، والأولانزبين يعتبر من الأدوية الممتازة، والرزبريادال يعتبر من الأدوية الممتازة أيضا، وهنالك ثلاثة أو أربعة أدوية أخرى.

أيتها الفاضلة الكريمة: التدخل المبكر والالتزام بالعلاج هي المفاتيح الجوهرية للحد من هذه الأعراض الفصامية، فكونوا على إدراك، كونوا على وعي، اهتموا بأمر أختكم، لا توجد فضيحة أبدا، المرض ليس بعيب، لكن العيب إذا أخرنا علاجه، فواصلوا مع الطبيب، فالمهم هو الالتزام التام بالعلاج، وهذه الحالات تستجيب بصورة جيدة جدا.

لا تؤخروا العلاج، لا تؤخروا المواعيد، أشرفوا على علاجها، حتى وإن رفضت تناول الحبوب، أو لم تنتظم، فهنالك إبر (حقن) مثل الـ (كونستا Consta)، تعطى مرة كل أسبوعين، وهناك إبر مثل الـ (سيستينا Sistina)، تعطى مرة كل أربعة أسابيع.

والحمد لله تعالى نحن في نعمة كبيرة جدا، فهذه الأدوية العظيمة والفعالة والمستحدثة غيرت حياة مرضى الفصام وغيرهم.

فاذهبوا بأختكم إلى الطبيب، ومن ناحيتكم عاملوها معاملة عادية، لا تعاملوها معاملة إنسان معاق، هي ليست معاقة، دعوها تشارككم، تكون نشطة في كل ما يهم الأسرة، تتواصل اجتماعيا، تحرص على أمور دينها، هذا نسميه بالتأهيل، والتأهيل جزء من العلاج، لكن العلاج الدوائي هو الأساس في حالتها.

أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات