السؤال
السلام عليكم
جزيتم خير الجزاء على هذا الموقع الرائع.
تقدم لخطبتي شاب من أقربائنا، وافقت عليه مبدئيا، وقبل (الملكة) العقد عرفت من أمي أنه لا يرغب بالرؤية الشرعية، ولم يخبرني بذلك أحد، إلا بعدما رأيت صورته مصادفة، شعرت حينها بالاستغفال، عندها لم يعجبني، وأخاف من الذنب إذا رفضته لأجل شكله، أو من ردة فعل أهلي.
علما بأنني كنت مترددة كثيرا في هذا الموضوع، فأنا لدي طموحات كبيرة، وأشعر بأنه ليس كفؤا لي، وهو متخرج من المحاسبة، ويبحث عن وظيفة الآن، ولقد استخرت كثيرا، وارتحت، وأشعر بأن قلبي معمى عليه.
جاوبوني -بارك الله فيكم-، أنا في حيرة من أمري، خصوصا من ردة فعل أهلي، وأخاف أن أندم على هذا الزواج، وما هو الرد المناسب لرفضي له؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، ويصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته الطموحات والآمال.
لا شك أن الرؤية الشرعية حق للشاب وللفتاة، ولست أدري لماذا رفضها؟ وهل تردد لشكله أم لرفضه؟ وهل النظرة الشرعية يهتم بها الأهل عادة؟ لأنه من المؤسف أن بعض الناس يرفضها وكأنه يعاند سنة من قال: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما).
والنظرة الشرعية تجلب الارتياح والانشراح، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وأرجو أن لا تجعلي هذا الموقف سببا للرفض، واعلمي أن الرجال لا تقاس بأشكالها، وإنما بدينها وأخلاقها وأعمالها وهمها، ولن تسعد المرأة مع أجمل الرجال إذا كان ضعيف الدين، يمشي في الظل، ولا دور له ولا وجود.
وأسعدنا حرصك على الاستخارة، وأرجو أن تشاوري محارمك، فالرجال أعرف بالرجال، ولا تستعجلي الرفض، ولن تندم من تستخير وتستشير، وتتوجه إلى الرب القدير.
سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونتمنى أن تتواصلي معه، أو مع أخواته، لتعرفي سيرته ومسيرته، وما فيه من إيجابيات، ثم كرري التواصل والاستفسار، مع ضرورة أن تعلمي أنك لن تجدي رجلا بلا عيوب، كما أن الرجل لن يجد امرأة ليس فيها نقص، فكلنا بشر يطاردنا النقص، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأنصحك بحسن اتخاذ القرار، فالقرار الصحيح هو ما تسبقه استشارة واستخارة، وينتج عن روية وبعد نظر، وتأمل للعواقب.
ونسأل الله أن يأخذ بناصيتك إلى الخير، وأن يوفقك ويسعدك.