السؤال
السلام عليكم.
شكرا لكم على موقعكم الرائع، مشكلتي في شعري، هذا اختصار المشكلة.
بدأت مشكلتي منذ 7 سنوات، عندما كنت أشكو من أنيميا نقص الحديد، حيث تساقط شعري، وقصر طوله، وتعالجت من الأنيميا، والآن الهيموجلوبين يساوي 13، لأكثر من 4 شهور، لكن لا تحسن في شعري، متقصف, فقد كثافته, وفقد طوله إلى النصف، هل هناك من أمل أن يعود شعري كما السابق؟ وما رأيكم في فيتامينات البيرفكتيل والهيرفينيتي والبيوتين بتركيز 10000 للشعر, أرجو مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الحسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشعر الموجود في فروة يتكون في ثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen) ومرحلة الكمون الـ (Catagen) ومرحلة السقوط الـ (Telogen)، حوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط, ويستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر.
ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات الجراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.
أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.
قد تكون الأنيميا التي كنت قد أصبت بها لفترة زمنية لها علاقة مباشرة بتساقط الشعر، ولكن من المفترض بعد علاجها بشكل فعال وعودة قيمة الهيموجلوبين إلى مستواه الطبيعي أن يتوقف التساقط بعد فترة زمنية تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، لذلك أنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض -إن وجدت-.
النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـTelogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، من الممكن تناول أي من الفيتامينات المذكورة لفترة محددة إذا رغبت في ذلك، ولكن لا بد من تدارك المشكلة التي أدت إلى التساقط وعلاجها.
أما بالنسبة لفقدان كثافة الشعر فيجب التأكد أنك لا تعانين من صلع وراثي مصاحب لتساقط الشعر، لأن الصلع الوراثي في العادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل ال Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكرا، إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.
أخيرا بالنسبة لمشكلات الشعر المتعلقة بمظهره الخارجي، فيجب أن تعلمي -أختنا الفاضلة- أن طبيعة الشعر ودرجة تجعده، ولونه وكذلك طوله -فترة نمو الشعر التي تعطي له الطول المختلف من شخص إلى آخر-، و معدل نموه، وكثافته، تختلف من شخص إلى آخر، ومن عرق إلى آخر، ولا يمكن تغيير تلك الأمور؛ لأنها مرتبطة بالتكوين الجيني للشخص، ولكن يجب التأكد من توافر العوامل المثالية التي تجعل الشعر ينمو في أفضل صورة بالنسبة لكل شخص، والتأكد من عدم إصابتك بأي مشكلات صحية، أو أمراض تؤثر على نمو الشعر بشكل مثالي مثل الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق وغيرها من الأمور الأخرى كما ذكرت سابقا.
من الأمور المهمة جدا أيضا في العناية بالشعر: هي التعامل بواقعية مع نوع الشعر الخاص بكل شخص، وعدم محاولة تغيير طبيعته من شكل إلى شكل آخر، وبالأخص باستخدام كريمات الفرد، أو الكي بمكواة السيراميك، أو السشوار الساخن لفترات طويلة؛ لأن ذلك لو أعطى نتيجة مرضية وقتية فإنه مع التكرار سوف يؤدي إلى ضرر بالغ بالشعر، مثل تقصف الشعر وجفافه، وربما تقطعه، وجعله قصيرا، وغير صحي، وأتصور أن المعلومات التالية سوف تكون مفيدة في كيفية العناية بالشعر والصحة العامة والتغذية، حتى تجعلي شعرك ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعته:
• الاهتمام بالتغذية الصحية -لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن- وشرب كمية كافية من الماء يوميا.
• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسطا كافيا من النوم يوميا.
• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه على أن يكون التباعد لكي يبقي الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسيل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في علاج أو التخفيف من مشكلتك.
• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل والموس وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.
يمكن عمل حمامات زيوت طبيعية بصورة متكررة مرة أسبوعيا لترطيب الشعر، ويمكن استخدام الزيوت الطبيعية النقية المعلومة المصدر والمصرح لها بالتداول، وأيضا استخدام البلسم الذي يشطف أثناء الاستحمام بعد غسيل الشعر بالشامبو من الأمور المهمة أيضا لترطيب الشعر -كما ذكرت سابقا-، وأخيرا يوجد حاليا أنواع من الماسكات الجيدة وأنواع من البلسم التي تترك على الشعر بعد الاستحمام، وبالأخص للأطراف، ويمكن استعمال أنواع مصنعة بواسطة شركات متخصصة في العناية بالشعر ومهتمة بجودة مستحضراتها، مثل:Phytokeratin serum, Phyto 7 or 9, Decros nourishing and reparative conditioner or Nutricerat serum.
وفقك الله، وحفظك من كل سوء.