السؤال
السلام عليكم.
سؤالي باختصار عن التسامح: هناك شخص أدانني، ووكلت أمري فيه لله، فهو حسيبي.
الشخص هو أخت زوجي، وكانت إدانتها لي بعد 3 أيام من إنجابي، أي وأنا في النفاس, الذي يؤرقني أنني لم أستطع مسامحتها رغم أن ديننا يوصي بالعفو والتسامح، فهل أنا حقودة? هل أنا مذنبة بسبب هذا الشعور؟ وهل أحرم من الأجر في الأيام التي يحرم على المتخاصمين فيها الأجر?
رأيكم يهمني، بارك الله لكم فيما تقدمونه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمال والسؤال، ونذكرك بفضيلة العفو عن الجاهلات والجهال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
أساء رجل لأبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: لا تتوسع في سبنا، واجعل للعفو موضعا، واعلم بأننا لن نجازي من عصى الله فينا، بمثل أن نطيع الله فيه.
ورغم أن الشريعة تبيح للمظلوم أن يأخذ حقه إلا أن الأكمل هو العفو، بل أرفع من ذلك كله الإحسان للمسيء، قال العظيم: (والله يحب المحسنين)، ونتمنى أن يكون لزوجك دور في رد الحق إليك، ودفعها للاعتذار، ولا تسمحي للخصومة أن تزيد عن الثلاثة أيام، واستبشري بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (وخيرهم الذي يبدأ بالسلام)، واجتهدي في محو الآثار من نفسك، وتذكري أن الحلم يرفع أهله.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدنا تواصلك قبل اتخاذ موقف أو قرار، وهذا دليل على نضجك وكمال عقلك.
ونسأل الله أن يرفع قدرك، وإذا كنت تتوقعين منها الضرر، فاجعلي علاقتك بها محدودة، واحفظي شعرة العلاقة إكراما لزوجك.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.