السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكركم على موقعكم الرائع، وأسأل الله أن يوفقكم ويجزيكم خير الجزاء.
هل شخصية الإنسان لديها علاقة بالصفات الوراثية؟ هل هي مكتسبة، أم وراثية؟
وأيضا ما هو الفرق بين psychiatre و psychologue وبين المحلل النفسي، وأيهما يختص بمعالجة الجوانب السلبية والضعيفة في شخصية الإنسان؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك التواصل مع إسلام ويب وثقتك في هذا الموقع.
بالنسبة للبناء النفسي لشخصية الإنسان يعتمد قطعا على الجوانب الوراثية، وكذلك الجوانب البيئية والاجتماعية، كما أن ظروف التربية – وهي جزء من التنشئة البيئية – تلعب دورا.
فإذا – أخي الكريم – هو تفاعل ما بين الموروثات وما بين المحيط، وقد يكون لأحد هذين الضلعين تأثير أقوى من الآخر في بعض الحالات.
إذا سمات الشخصية هي مكتسبة ووراثية في ذات الوقت، وتعديل السلوك ممكن، بمعنى أنه حتى الوراثة إن وجدت؛ فالسلوك يمكن أن يعدل من خلال اكتساب مهارات جديدة، من خلال أن يعرف الإنسان نقاط الضعف التي لديه، ويوجد ما يسمى بالعلاج النفسي السلوكي الذي يساعد في بناء الشخصية.
بالنسبة لسؤالك حول الـ (psychologue) والـ (psychiatre): الـ (psychiatre) هي الطب النفسي، يعني الذين يمارسونها هم خريجي كليات الطب، وقد مارسوا الطب العمومي لمدة سنتين على الأقل، بعد ذلك تخصصوا في الطب النفسي، وقطعا تخصصهم يشمل الجوانب البيولوجية التشريحية والدوائية، وكيفية عمل الجسم والأدوية، وأيضا قطعا توجد مصنفات علاجية كثيرة جدا يهتم الطبيب النفسي بها.
أما الـ (psychologue): فهو ليس طبيبا، هو متخصص نفسي – كما نقول – وغالبا يكون من خريجي كليات الآداب قسم علم النفس، بعد ذلك يمارسون ما يسمى بعلم النفس الإكلينيكي – أي علم النفس الذي يتعلق بمعالجة المرضى – وهذا يتطلب الكثير من التدريب.
المحلل النفسي: معظم الأخصائيين النفسيين هم محللين نفسيين، وهم اعتمدوا على المدرسة الفرويدية، المدرسة التحليلية، لكن هذه المدرسة الآن أصبحت تتهاوى؛ لأن العلوم السلوكية - خاصة ما يسمى بالعلاج النفسي المعرفي – أصبح هو المسيطر وهو المهيمن وهو الأفيد، ولا توجد فيه الكثير من الخزعبلات والأمور الغامضة التي كنا نراها في التحليل النفسي.
أنا لا أنكر دور التحليل النفسي تاريخيا، فـ (سيغموند فرويد Sigmund Freud) كان مفكرا، وكان عقلا مشتعلا، لا شك في ذلك، لكن كل ما قاله لم يكن صحيحا.
إذا بالنسبة للبناء النفسي للشخصية: علم النفس السلوكي هو الأفضل؛ لأنه بالفعل هو الذي يخترق كيان الإنسان ليستبدل الفكر السلبي، ويجعله فكرا إيجابيا ويصحح المفاهيم، كما أن علم النفس السلوكي يساعد الإنسان في تطوير مهاراته، والشخصية لا تبنى إلا من خلال المهارات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.