ما سبب ظهور الخطين في اختبار الحمل المنزلي، وبعده تنزل الدورة؟

0 547

السؤال

السلام عليكم..

أنا سيدة متزوجة منذ عامين، عمري 25 سنة، حصل حمل طبيعي بعد الزواج بشهرين، وأنجبت طفلة بولادة طبيعية، وأرضعها رضاعة طبيعية، ودورتي نزلت بعد النفاس مباشرة، وبشكل منتظم كل 28 يوما.

استخدمنا العزل لمدة 9 شهور، ثم قررنا الإنجاب منذ 4 شهور، وفي أول شهر تناولت منشطات للمبايض، وإبرة تفجيرية، واستخدمت غسول الكربونة من أجل إنجاب ذكر (بإذن الله طبعا)، وتأخرت الدورة ليوم واحد، فأجريت اختبار حمل منزلي، وظهر حمل، ولكن نزلت الدورة بعد يوم.

وفي الشهر الثاني قمت بنفس الخطوات، ولم يحصل حمل، أما في الثالث فقد توقفت عن المنشطات والإبر، واستعملت الكربونة فقط، وقبل موعد الدورة بأسبوع حملت شيئا ثقيلا، فنزلت الدورة مبكرة.

وفي الشهر الأخير لم أستعمل أي شيء، وتأخرت الدورة 5 أيام، فأجريت اختبار حمل منزلي، وظهر خطين، وفي اليوم التالي نزلت الدورة، ولكنها ليست طبيعية، فقد كانت تنزل ساعة وتختفي ساعات، وفي اليوم الثاني أصبحت خفيفة جدا، وهكذا لمدة 5 أيام تقريبا، مع أن دورتي الطبيعية تكون غزيرة في أول 3 أيام، كما أن الدم كان سائلا جدا هذه المرة، مع ألم أكثر من المعتاد، كما أني أشعر بالدوار منذ تأخر الدورة.

أسئلتي هي: فما سبب عدم الحمل حتى الآن رغم استخدام المنشطات؟ مع العلم أني أعتمد على الرضاعة الطبيعية والصناعية معا؟ وما سبب نزول الدورة عند حمل شيء ثقيل؟ وما سبب تأخر الدورة في الشهر الأخير؟ وظهور خطين في فحص الحمل؟ وتغير طبيعة الدورة الشهرية؟ وما الطريقة الصحيحة لزيادة نسبة إنجاب الذكور بمشيئة الله تعالى؟

ولدي مشكلة أخرى، وهي امتلاء المثانة بسرعة، وحدوث ألم أسفل البطن بمجرد امتلائها، ولا يوجد التهابات أو حصى، ولا توجد حرقة مع التبول فما السبب؟

آسفة جدا على الإطالة، ولكني أردت أن أوضح حالتي لأحصل على الاستشارة المناسبة.

وشكرا على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم رغبتك في الحمل -يا عزيزتي-، لكن أود أولا أن أوضح لك نقطة هامة، وهي:

أن فترة 4 أشهر تعتبر فترة قصيرة، ولا تدل على تأخر الحمل، لأن الحمل لا يحدث في الحالات الطبيعية إلا بنسبة 20%، حتى لو كان كل شيء سليم عند الزوجين، لكن هذه النسبة هي نسبة تراكمية، أي أنها تزداد شهرا بعد شهر، لتصبح تقريبا 65% بعد 6 أشهر، و85% بعد سنة من المحاولات، وهذه نسب عالية -كما ترين- ويجب دوما الاستفادة منها، وذلك قبل البدء بتناول المنشطات، لأن الحمل بشكل طبيعي، يبقى دوما هو الأفضل والأسلم للأم وللجنين.

وسأجيب على أسئلتك بالتسلسل:
1- الحمل، أي أنك لم تعط نفسك أي فرصة ليحدث الحمل بشكل طبيعي، وهذا خطأ، خاصة وأنك مرضعة، فلا يجوز تناول المنشطات المبيضية من قبل السيدة المرضعة، حتى لو كانت رضاعتها غير منتظمة، أي كانت تساعد طفلها بالحليب الصناعي، وذلك أن الرضاعة ومهما كانت خفيفة تؤدي إلى إفراز هرمون الحليب الذي قد يمنع التبويض، أي أن هنالك سببا في الجسم يمنع الحمل أو يؤخره.

ويجب قبل تناول المنشطات إزالة هذا السبب، أي يجب إيقاف الرضاعة بشكل كامل، والتأكد من أن هرمون الحليب قد عاد إلى مستواه الطبيعي، فالمرضع التي تتناول المنشطات هي كمن يقوم بالضغط على مفتاح التشغيل (بتناولها المنشطات) ومفتاح التوقف (بقيامها بالإرضاع) معا لجهاز ما، فهل سيعمل الجهاز في هذه الحالة؟ بالطبع لا، بل قد يتعرض للضرر.

لذلك أنصحك- يا عزيزتي- بالتروي، فإن كنت تريدين الاستمرار في إرضاع طفلتك -وهذا ما أشجعك عليه-، فاستمري في إرضاعها، ولكن بدون تناول المنشطات، وبما أن الدورة عندك منتظمة؛ فيمكنك تنظيم الجماع خلالها ليحدث في الفترة المفترض أن تكون مخصبة وهي بين يومي 11-18 من الدورة، ويجب أن يحدث كل 36-48 ساعة، وبعد فطام طفلك ببضعة أشهر إن لم يحدث حمل -لا قدر الله-؛ فحينها يمكن التفكير بتناول المنشطات المبيضية.

2- بالنسبة لنزول الدورة عند حمل شيء ثقيل:
فهذا يعتبر مصادفة ليس إلا، فالدورة لا تنزل إلا إذا حدث انخفاض لمستوى هرمون (البروجسترون) في الدم، وهذا يحدث عادة وبشكل طبيعي وفيزيولوجي قبل موعد الدورة بأيام قليلة، لكن قد يحدث بشكل أبكر في بعض الأحيان عند السيدة المرضع مثلك.

3- إن سبب تأخر الدورة في الشهر الأخير قد يكون بسبب حدوث حمل كيميائي، أي حمل مبكر جدا لم يصل لمرحلة التعشيش، أو بسبب اضطراب الهرمونات في جسمك، أو بسبب تشكل كيس على المبيض -لا قدر الله-، فإن رافقها ألم غير معتاد في البطن؛ فالأفضل عمل تصوير تلفزيوني.

4- ليس هنالك لغاية الآن طريقة ترفع من نسبة إنجاب الذكر، وكل ما يروج له هو عبارة عن نظريات وافتراضات فقط لم تثبت صحتها، وعلى العكس فإن منها ما قد يؤخر حدوث الحمل أو يمنعه، ومنها ما قد يضر بصحة الجهاز التناسلي (مثل الغسولات وغيرها).

لذلك نصيحتي لك هي بترك الطبيعة تأخذ مجراها، ففي الحالة الطبيعية، ومن دون استخدام أي شيء، ستكون نسبة إنجاب الذكر هي بحدود 55%، ونسبة إنجاب الأنثى هي 45%، وهذا مؤكد بالدراسات العلمية والطبية، وثابت على مر العصور وفي كل أنحاء الدنيا، وهو لحكمة إلهية عظيمة من أجل الإبقاء على التوازن بين نسبة الذكور والإناث، حيث أنه في السنة الأولى من العمر تكون نسبة وفيات المواليد الذكور أعلى بحوالي 5%, من نسبتها عند الإناث، وبهذا تعود النسبة بعد عمر السنة بين الإناث والذكور لتتساوى بإرادة الله عز وجل.

5- إن ما تعانين منه من شعورك بامتلاء المثانة سببه الإرضاع، فخلال الإرضاع تكون بطانة المثانة رقيقة وحساسة، بسبب نقص هرمون (الإستروجين)، وهذا يؤدي إلى نقص في سعتها، وزيادة حساسيتها، وبعد التوقف عن الإرضاع ستعود إلى طبيعتها -إن شاء الله-، طالما أنه لا توجد مشكلة عضوية من التهاب أو غيره.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات