السؤال
لا أحب الحياة، وكل ما أريده هو الموت، وأنا أنتظره منذ سنين، فهل من نصيحة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن طال عمره وحسن عمله، وأن يلهمك السداد والرشاد وطاعة رب العباد.
المسلم لا يتمنى الموت لضر نزل به فإن كان لا بد فليقل: (اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي)، وليست المشكلة هي الموت، فكلنا سوف يشبع موتا، ولكن المهم هو على أي خاتمة سنمضي، وقد خاف سلف الأمة من سوء الخاتمة، فأين نحن منهم، نسأل الله -أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وماذا بعد الموت؟
ولو أنا إذا متنا تركنا**** لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا **** ونسأل بعدها عن كل شيء
وتذكر الموت مطلوب، لكن تمنيه ممنوع؛ لأن تذكر الموت ظاهرة صحية للمسلم؛ لأنه يندفع للصالحات ويرجع نفسه ويستعتب، بخلاف المنافق والمقصر فإنه يتضجر إذا ذكر عنده الموت، ويرتبك ويسعى في حطام الدنيا بنهم حتى يأتيه الموت بغتة فيصاب بالإفلاس والبوار، ويندم ولات ساعة مندم.
وكم تمنينا أن تذكر لنا سبب انتظارك للموت، ونتمنى أن تستقبل الحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، ونحن ننتظر منك ومن الشباب الخير الكثير، ومهما كانت صعاب الحياة فإن الأمل في الله كبير، واعلم أن الموت له ما بعده، فاعمل بالصالحات، ولا تغتر بحال أهل الكفر والغفلات فإن في انتظارهم الويلات إلا إذا آمنوا بمن بعث خاتما للرسل والرسالات، والمسلم يؤمن بسائر الأنبياء ويتابع خاتمهم محمدا صلى الله عليه وسلم.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالرجوع إليه والتوجه إليه، ونسعد بتواصلك مع التوضيح.
ونسأل الله أن يهديك ويوفقك.