السؤال
الدكتور/ عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحب الاستشارة رقم: (2242352)، ولكم جزيل الشكر على إجابتها، لكن هناك سوء فهم فيما يتعلق بموضوع الضعف الجنسي: فأنا لم أقل أن الأمر وصل إلى حد العنة، فقط أن الأمر ضعف جنسي بسيط، لكنه أزعجني كثيرا؛ لأنني حساس لأبسط الأمور! علاوة على ذلك لقد قمت بفحص الهورمونات الذكرية منذ 3 أشهر، فكانت النتائج سارة -ولله الحمد- فأنا متأكد أن الموضوع نفسي فقط لا غير، لكنه أثر سلبا على حياتي.
فأما موضوع زيارة الطبيب النفسي: فلقد لجأت إلى حضرتكم نظرا لسمعتكم الطيبة والممتازة، كما أنني أمر بظروف اقتصادية صعبة، وجزاكم الله كل الجزاء.
أنا حائر يا دكتور ماذا أشرب كأدوية نفسية في مثل حالتي، وكما قلت مسبقا أنني جربت تقريبا كل الأدوية النفسية، لكن في ظرف وجيز، فالمرجو المساعدة إذا أمكن، هل الترازودون مثلا مفيد لحالتي؟ أم ألجأ إلى أدوية أخرى كاللسترال أو السيبرالكس؟
وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بهاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على توضيحك، ونأسف لسوء الفهم الذي ربما يكون من جانبنا، وأقول لك أيها الفاضل الكريم:
التأثيرات السلبية الناتجة من الأدوية النفسية فيها جزء موضوعي جدا وحقيقي، ولا أحد ينكره، لكن الانشغال بهذا الأمر يضخم الجانب النفسي، وكما تعرف – أيها الفاضل الكريم – فإن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل فيما يخص المعاشرة الزوجية كما ذكرنا.
وعليه يسعى الإنسان لتجاهل الموضوع بقدر المستطاع، وإن كان التجاهل قد لا يكون سهلا، لكن الإنسان يحاول أقصى ما يستطيع، ويتعامل مع الأمور الجنسية بشيء من الغريزية والفطرية والعفوية، هذا قد يكون أفضل.
بالنسبة للأدوية التي لا تؤدي إلى تأثيرات جنسية سلبية هي: الترازدون Trazodone، بالفعل الترازيدون يفيد، دواء جيد جدا، في حالات نادرة يؤدي إلى ما يعرف بالـ (برايمسمس) والبرايمسمس هو نوع من الانتصاب الذي يحدث للرجل دون إثارة جنسية، وهو مؤلم بعض الشيء، لكن نادرا ما يحدث، عموما الدواء لا يقلل أبدا من الرغبة الجنسية أو الانتصاب.
اللسترال أو السبرالكس كلاهما قد يؤدي بنسبة عشرة إلى عشرين بالمائة سلبا على الأداء الجنسي، وإن كنت أعرف أن البعض قد تحسن أدائهم الجنسي حين تناولوا هذين الدوائين، لكن الذي يظهر لي أن وطأة الاكتئاب أو القلق أو المخاوف هي التي كانت المسبب الرئيسي لمشاكلهم الجنسية، لذا تحسنت أحوالهم النفسية، حدث نوع من التعويض الذاتي وتحسن أدائهم الجنسي.
البديل الآخر الدواء الذي يعرف باسم (ماكلومابيد Moclobenide / أوروكس Aurorix) دواء ممتاز جدا لعلاج الاكتئاب والمخاوف وحتى القلق، لكنه حقيقة غير متوفر في معظم الدول، وعيبه الآخر هو أنه يجب أن يتم تناوله ثلاث مرات في اليوم.
عقار (ميرتازبين Mirtazapine) وهو الـ (ريمارون Remeron) دواء جيد جدا لعلاج الاكتئاب النفسي، وكذلك القلق النفسي، تأثيراته في علاج المخاوف والقلق ضعيفة بعض الشيء، لكنه يتميز أنه لا يؤثر سلبا على الأداء الجنسي.
الـ (ببربيون bupropion) والذي يعرف (وليبيوترين Wellbutrin) كما تعرف – أيها الفاضل الكريم – هو أحسن الأدوية لتحسين الأداء الجنسي، وليس له أثر سلبي، لكنه يعالج الاكتئاب النفسي فقط، وهذا الدواء أيضا يتميز بأنه لا يزيد الوزن، ولا يزيد النوم، لكن يعاب عليه أنه ربما ينشط البؤر الصرعية الكامنة والخامنة.
العقار الجديد والذي يعرف باسم (فالدوكسان valdoxan) واسمه العلمي (اجوميلاتين agomelatine) هو الآن يعتبر من الأدوية الساطعة والواسعة الانتشار في فترة قليلة جدا؛ لأنه مضاد ممتاز للاكتئاب، أثره في علاج المخاوف قليل، وكذلك الوساوس، ويعالج القلق بصورة ممتازة، وهو قطعا لا يؤثر سلبا على الأداء الجنسي، لكن هذا الدواء يتطلب أيضا أن يقوم الإنسان بفحص وظائف الكبد قبل استعماله وثلاثة أسابيع بعد استعماله، ثم في الأسبوع السادس من استعماله؛ لأن حاولي واحد ونصف بالمائة من الذين يتناولونه قد ترتفع عندهم أنزيمات الكبد، وإذا حدث هذا يتم التوقف عن الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأتمنى أن تكون هذه المعلومات مفيدة بالنسبة لك.