السؤال
السلام عليكم.
أشعر بألم في رأسي، كأن شعري مشدود مع فروة الرأس، وأظل أفرك رأسي من شدة الألم، وأغلب الألم في الجهة اليمنى، علما أنني خلعت ضرس العقل منذ عشرة أيام، ونفسيتي تعبت جدا من الألم، وأشعر بالنعاس، ولا أرغب في الكلام لأنني أتعب منه، وبارك الله في جهودكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مازن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
للصداع أسباب كثيرة مثل آلام الأسنان، أو شد عضلي في عضلات الرأس الخلفية، أو فقر الدم، أو حساسية والتهاب الجيوب الأنفية، أو قصر النظر، وفي حالة أن كل الأمور السابقة على ما يرام، فإن السبب الباقي للصداع قد يكون مرتبطا بالشقيقة، أو الصداع النصفي، خصوصا إذا كانت الشكوى منذ فترة طويلة ومتكررة.
والصداع النصفي يحدث بسبب توسع في الأوعية الدموية في الرأس، واستثارة المستقبلات العصبية داخلها، وهي المسؤولة عن الإحساس بالألم، مما يؤدي إلى نوبات من الصداع قد يشعر بها في جانب واحد من الرأس، وقد يشعر بها في كل الرأس، مع وجود أعراض تسبق نوبات الصداع تعرف بالأورا ( Aura )، مثل الغثيان، التقيؤ، والحساسية المفرطة للضوء والضجيج، ويحتاج المريض كجزء أساسي من العلاج إلى الاسترخاء في غرفة مظلمة، بعيدا عن الضوضاء والصوت العالي، وفي بعض الأحيان يأتي الصداع بدون تلك الأعراض، ويعرف بالصداع النصفي بدون الأورا.
ويجب بالتالي إجراء تحليل صورة دم CBC، وتناول فيتامينات في حال وجود أنيميا، وقياس ضغط الدم، وفحص الأنف والأذن والحنجرة، وقياس النظر، والنوم على وسادة متوسطة، وعلاج آثار خلع الضرس، وعمل تصوير مكانه؛ لضمان عدم ترك بقايا من الضرس، وعلاج الصداع عموما أو الشقيقة، خصوصا من خلال مسكنات الألم، مثل بروفين 600 مج بعد الأكل عند الضرورة، ويؤخذ أيضا Triptans، وهو حبوب 100 مج تؤخذ مرتين يوميا، وتعالج الشقيقة أيضا من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب antidepresants مثل Cebralex 20 mg، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية، ويحسن الشعور بالضيق، ويقلل كثيرا من المخاوف المصاحبة للمرض، والحجامة من بين البدائل العلاجية لمرض الصداع النصفي، فيمكن عمل حجامة عند خبير الحجامة، وفيها فائدة -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.