السؤال
السلام عليكم
أصبت بالاكتئاب والوسواس القهري، وأنا في 18، وفشل الأطباء في علاجي لعدة سنوات.
خلال هذه السنوات يكون لدي بفعل الوساوس والاكتئاب رابط عصبي غير مرغوب فيه تجاه القراءة، وهذا الشيء كان غريبا علي؛ لأني بطبعي قارئ نهم، وكانت الوساوس تهاجمني بأني لا أحب القراءة، وأني أقلد الآخرين.
ظلت هذه الوساوس مصحوبة بالاكتئاب، تهاجمني طيلة سنوات حتى وصلت إلى حالة تجعلني لا أستطيع أن أمسك بأي كتاب أو جريدة أكثر من دقائق ثم أتركها من الملل!
هذا الشيء يضايقني جدا؛ لأني لا أتوقف عن شراء الكتب، وداخلي رغبة متقدة في القراءة، لكني لا أستطيع أن أمسك بالكتاب أكثر من دقائق معدودة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hasan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ثلاثة أو أربعة أشياء إذا أخذت بها سوف تجعل نفسك أكثر طمأنينة واسترخاء، وسوف يزول عنك القلق والتوتر.
أولا: يجب أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، وتنام نوما ليليا مبكرا، هذا مهم جدا، وفي ذات الوقت تتجنب النوم النهاري.
النقطة الثانية هي: تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة وضرورية، يجب أن تتدرب عليها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها.
الأمر الآخر هو: ممارسة الرياضة، الرياضة تعتبر علاجا ضروريا وهاما جدا لعلاج مثل هذه الحالات التوترية القلقية.
النقطة الأخيرة والهامة جدا هي: التفكير الإيجابي، فالإنسان يبنى سلوكه على أسس ثلاثة (الأفكار – المشاعر – الأفعال)، إذا كانت المشاعر والأفكار سلبية تؤثر على الأفعال، كما في حالتك هذه.
لذا يقول العلماء: في هذه الحالة يجبر الإنسان نفسه على أن يفعل ما يريد، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، يصمم على شيء معين في وقت معين ويقوم بأدائه، وعندما يتم الإنجاز يحدث ما يسمى بالمردود الإيجابي، وهذا يعود بإيجابية كبيرة على مشاعرك وأفكارك؛ مما يولد لديك إيجابية كبيرة جدا تجعلك بعد ذلك تستسهل الأفعال ومنها القراءة. فخذ - أخي الكريم – بهذا النموذج السلوكي الرائع.
أخي الفاضل الكريم: الاستغفار، الأذكار، الصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن دعائم أساسية للنفس البشرية لترتقي وتكون أكثر استرخاء وثباتا ومقدرة وجلدا، فاجعل لنفسك نصيبا من هذا.
أنت ذكرت أنك قد تناولت أدوية كثيرة، كما تلاحظ أن الأدوية تركتها أنا آخر شيء، نعم هي ذات فعالية ومهمة جدا، لكن ما ذكرته لك من إرشادات بسيطة – وهي ذات قيمة عالية جدا – أرجو أن تطبقها.
دواء واحد مزيل للوساوس وللاكتئاب ومحسن للمزاج سيكون مفيدا، موادبكس موجود في مصر، وهو من أروعها وأفضلها - أيها الفاضل الكريم – والاستمرار على الدواء، والمحافظة على الجرعة بانتظام، مع التطبيقات السلوكية؛ هي التي تؤدي إلى ما يعرف بالأثر العلاجي التجمعي، أي هنالك تضافر بين الدواء وبين تعديل السلوك وبين الترتيبات الاجتماعية الإيجابية.
أخي الكريم: القراءة جميلة ولا شك في ذلك، وأنت مدرك لقيمتها، وبهذه الطريقة - إن شاء الله تعالى – تنمي معارفك.
أشكرك كثيرا على الثقة في إسلام ويب.