السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي القسم العلمي، متفوقة -ولله الحمد-، كنت قد تناولت دواء يسمى باسم (الدباكين) لتثبيت المزاج، وتحسنت بعده فتركته وتركت متابعة الطبيب، بعد ذلك أصبحت جريئة بشكل لا يصدق بعد أن كنت خجولة جدا، وكل شيء أتكلم به بكل صراحة وجرأة، حتى أن معلماتي أتكلم معهن وكأنهن صديقاتي ولا أكترث لذلك.
معلماتي يحببنني، ولكن هذه السنة تركتنا معلمة مادة الفيزياء، التي أنا ضعيفة فيها فهما وأحفظها فقط كي أنجح فيها، تركتنا بسبب ولادة إحدى المعلمات، وستعود لنا بعد انتهاء إجازة تلك المعلمة، هذه المعلمة لا تشرح ومزعجة، وقد قلت لها ذلك في وجهها وبصورة غير محترمة، وبالرغم من كرهي لها وعدم رغبتي بعودتها، إلا أنني أشعر بالذنب؛ بسبب وقاحتي فهي تظل أكبر مني سنا ومعلمتي رغم عدم نفعها.
أفكر بالاعتذار لها لكنني خائفة لسببين، الأول: هو خجلي من الاعتذار لها، وخوفي من سخرية البنات والمعلمات مني؛ لأنها معلمة غير محبوبة، والسبب الثاني: هو خوفي من أنها قد لا تسامحني، مع العلم أنني أشعر بالاشمئزاز الكبير والرغبة في التقيؤ كلما رأيتها، وأنا الآن عدت لتناول دواء (الدباكين).
أرشدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملكة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أيتها الفاضلة الكريمة: لا تتوقفي عن أخذ الدواء أبدا، وفي ذات الوقت لا تأخذي الدواء إلا بإذن طبيبك، (الدباكين) دواء يستعمل لحالات معينة، ومن يستعمل هذا الدواء يجب عليه أن يكون منضبطا وملتزما بتناوله حسب التعليمات الطبية، ذكرت بأنك بعد أن تركت الدواء أتتك حالة من الجرأة غير المعهودة، وهذا واضح جدا لأنك دخلت فيما يمكن أن نسميه بالقطب الانشراحي، يعني أن لديك حالة وجدانية يحدث فيها تقلب في المزاج، ومهمة دواء (الدباكين) هو أن يثبت المزاج ويضبطه.
وما بدر منك -أيتها الفاضلة الكريمة- في مرحلة النشاط الزائد والجرأة، هو قطعا بعد أن تغير وجدانك إلى الجانب الآخر، فأصبحت تحسين بالذنب حول تصرفك هذا، وأنا أقول لك أن الاعتذار فضيلة، فاعتذري للمعلمة بكل ذوق، وهذا أمر طيب وإن لم تسامحك فهذا شأنها، ولا تلحي عليها في أن تسامحك، فقط قدمي نفسك بكل ذوق وبكل أدب وتقدير واحترام، وهذا هو المهم، وأخبريها بأنك كنت متعبة نفسيا في ذلك الوقت وأنك تتأسفين كثيرا على ما بدر منك، ولن يتكرر ذلك -إن شاء الله تعالى-، ودعيها تشعر بأنها في مقام والدتك، فهذه هي الطريقة الصحيحة التي يتم التعامل بها في مثل هذه الحالات، ولا تتخوفي ولا تتهيبي من سخرية البنات والمعلمات، هذا لن يحدث، وأنا أؤكد لك ذلك.
الذي يهمني أكثر هو موضوع الدواء وموضوع العلاج والمتابعة مع الطبيب، فأنت ذكرت بأنك عدت لتناول دواء (الدباكين) مرة أخرى، وهذا أمر جيد، ولكن أريدك أن تذهبي لطبيبك ليعيد تشخيصك مرة أخرى ويعالجك، ويفكر معك حول الرعاية المستقبلية التي يجب أن تتوفر لك من أجل أن تكوني في حالة معافاة وصحة نفسية ممتازة -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.