السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فيما سبق أرسلت لكم استشارة تحت رقم (2247018)، ولكنني أريد أن أوضح لكم مسألة ما وهي أنني أعاني من السحر، ولكنني لم أعلم إلا قبل سنة ونصف، وكان ذلك عن طريق رؤيا رأيتها في منامي.
بعد المداومة على الرقية الشرعية، وقراءة سورة البقرة يوميا، مع الاستماع لسورة الزلزلة 21، والمسدة بالزيت المرقي وغيرها، بدأت - بفضل الله – أتحسن، فتلاشت كل أعراض الغدة الدرقية، والتي تشبه إلى حد كبير أعراض السحر، وهي: (تساقط الشعر, الاكتئاب, العصبية, الحساسية, الصداع, انتفاخ البطن, الدموع....الخ), حتى جحوظ العين تحسن قليلا، فأصبح الجفن يغطي العين.
ثم بعد ذلك أصبحت أعاني من مشكلة جعلتني أفقد الأمل، فقد أصابني ما يسمى بالسحر المتجدد, فإذا لم ألتزم بشكل يومي بالعلاج تعود الأعراض من جديد، فقد عاود شعري بالسقوط، وأصبحت عيني اليمنى جاحظة أكثر من عيني اليسرى، أصبحت أرى خيالات على شكل بنت أو امرأة في غرفة معينة من البيت، كل ذلك يكون في اليوم الذي لا أقرأ فيه شيئا.
سؤالي لكم: كيف يمكنني فك هذا السحر؟ وهل هناك سحر لا يفك؟
علما بأن الإنسان يعيش بظروف قد لا تسمح له بأن يرقي نفسة يوميا، خاصة في أيام الدورة الشهرية، أنوي عمل عملية جحوظ العينين، فهل هناك علاقة بين السحر ونجاح العملية؟ وهل يمكنني أن أعتبر جحوظ عيني بسبب السحر؟ وهل يجب أن أنتظر إلى حين فك السحر؟
علما بأنني أعيش في وسط أسرة تصاب بالعين دائما، في حين أنني أخذت إصابتي بالعين سببا لما أعاني؟ فهل ستكون العملية مجدية؟
أخيرا كيف يمكنني معالجة نفسي من العين؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرد عنك كيد الكائدين، واعتداء المعتدين، وظلم الظالمين، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فالذي أنصح به هو مداومة الرقية، ما دمت قد تحسنت على الرقية الشرعية المكثفة، فأرى أن الله قد شرح صدرك للعلاج ودلك عليه، وهذا أفضل من حالات كثيرة يظل الإنسان فيها حائرا لا يهتدي إلى العلاج، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(تداووا عباد الله، فإن الله ما خلق داء إلا خلق له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله)، فأنت الآن قد علمت علاجك، وعلمت الطريقة التي بها تدفعين هذا الأذى عن نفسك، فأنا أنصحك بالمواصلة، مع الصبر، لأن هذا نوع من الابتلاء الذي ستؤجرين عليه أجرا عظيما من الله -تبارك وتعالى- ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:(ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا حزن ولا مرض حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).
فعليك بالصبر، وعليك بمواصلة الرقية، وعليك بالدعاء والتضرع إلى الله، لأن الرقية هي عبادة، لأنها كلام الله وكلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتحتاج منك إلى دعاء وتضرع إلى الله تعالى، وإنابة، وإخبات، وتذلل لله سبحانه وتعالى، حتى يجعل الله فيها الأثر والنفع، وأن ينفعك بها.
بخصوص عملية جحوظ العين: أرى أن تصبري إلى ما بعد مواصلة عملية العلاج، لأنه قد لا تكون المسألة في حاجة إلى عملية جراحية لجحوظ العين، لأن السحر - كما هو ظاهر من رسالتك - أثر في أعضاء أساسية كالغدة الدرقية وغيرها، فلا يستبعد أبدا أن يكون هذا الجحوظ مرده إلى الحسد أو إلى السحر.
فأنا أرى مواصلة الرقية الشرعية، حتى وإن كنت في أيام الطمث، لا مانع أن تقرئي الرقية، على اعتبار أن هذه ضرورة، ولا يلزم أن تمسي المصحف بيدك، وإنما من الممكن أن تحركي الرقية في القراءة بأي حائل، وتقرئي بصوتك كما ذهب إلى ذلك بعض أهل العلم.
تقولين أنك تعيشين في وسط عائلي يصيب العين بقوة، فلو اعتبرت أن هذه مشكلة عين سيكون حلها العملية؟ وكيف تعالجين نفسك من العين؟
أقول: لا تحتاجين لعملية جراحية الآن كما ذكرت، وإنما علاجك بالرقية الشرعية - بإذن الله -.
السحر المتجدد مما لا شك فيه يشكل تأثير وخطورة على الإنسان، ولكن مع السحر المتجدد تكون هناك الرقية المتجددة، لأن مائة بالمائة أن هناك إنسان ظالم، وحاقد، وحاسد، لا يريد لك الخير، ولا يريد لك الأمن، ولا الأمان، ولا الاستقرار؛ ولذلك يجدد السحر بانتظام، إلا أنه ليس أقوى من الله - عز وجل -، وهو ليس أقوى من جنود الله - تبارك وتعالى -، والله تبارك وتعالى قادر على أني رد كيده إلى نحره، كما أخبر الله تعالى:{ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}، وقال تعالى:{وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}.
فثقي وتأكدي بأن الدعاء والإلحاح على الله تعالى، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأن تكوني على طهارة في معظم الوقت، وألا تنامي إلا على وضوء، مع أذكار النوم، والإكثار من الدعاء طيلة النهار، مع قراءة آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وسورة الإخلاص، والمعوذتين بانتظام، والمحافظة على الرقية الشرعية بهذه الكيفية بل وزيادتها، - بإذن الله تعالى - سوف يكون شفاؤك، وستردين كيد الساحر إلى نحره، كما قال الله تعالى:{ولا يفح الساحر حيث أتى}.
بالنسبة لهذه الغرفة المعينة التي تتأثرين فيها كما ذكرت، أنا أنصح بأن تضعي فيها مسجلا أو تضعي فيها شريط كاسيت فيه الرقية الشرعية، ودعيه يعمل ليل نهار، لأنه فيما يبدو أن بها سكنا، أي أنها مسكونة من الجن، ونحن لا نريد حقيقة أن يعيش الجن معنا في بيوتنا ما دام مؤذيا أو ضارا، فعليك بوضع الرقية الشرعية الصوتية في هذه الغرفة، ودعيها تعمل عن طريق اللاب توب، أو الكمبيوتر، أو الأيباد، أو الأيبود، أو المسجل، أو أي جهاز، أو غير ذلك، أو أي أحد يقرأ في أركان الغرفة آيات الرقية، أو آية الكرسي فقط، أو قراءة سورة البقرة، فإنها لا يستطيعها البطلة - أي السحرة -، وكما قال - صلى الله عليه وسلم -:(إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)، فلعل هذا الجن أن يرحل عن البيت، وبذلك تحل هذه المشاكل.
توجهي إلى الله بالدعاء، وأسألي أهلك وأقاربك والمحبين لك الدعاء، أن يشفيك الله تبارك وتعالى، وأبشري بفرج من الله قريب.