السؤال
السلام عليكم..
بدأت التدخين وعمري 8 سنوات، علبتين (باكتين) في اليوم، إلى أن صار عمري 11سنة، ثم بدأت أدخن بشراهة كبيرة جدا إلى أن صار عمري 14 سنة، (الدخان العادي، السيجار، القليون، المدواخ، التمباك، الشيشة)، كل هذه الأنواع كنت أدخنها يوميا وبشراهة كبيرة، ولا تمر دقيقة لا أدخن، ثم تركت هذه الأنواع، وأصبحت على الشيشة بمتوسط 5 (رؤوس) معسل في اليوم، وأحيانا تصل إلى 10، وبعض الأيام إلى 15 رأسا.
علما بأن عمري الآن 20 سنة، يعني أشيش تقريبا منذ 9 سنوات، هذا فقط بالنسبة للشيشة؛ لأني لم أتركها.
أعاني من آلام في الصدر مع النفس، والتهابات مزمنة في القصبات، لكن عندي سعال مزمن فقط مع بلغم، ويتجمع عند الحنجرة، ولا أستطيع إخراجه، وهذا الأسبوع أحس بخمول شديد، وتعب، وكثرة التثاؤب، والحازوقة، علما بأن نسبة الأكسجين في الدم 97.
وأعاني من صعوبة في البلع، ولكنها خفت قبل أمس، وأعاني من بحة شديدة في الصوت، مع كثرة دخولي ونومي في المستشفى هذه السنة.
وجاءني قبل سنتين التهاب حاد في البنكرياس، هل له علاقة؟ وهل من الممكن أن يأتيني سرطان في البنكرياس بسبب التدخين؟ علما أني قد جاءني التهاب فيه، وأيضا قبل 7 أشهر أصبت بالتهاب في الزائدة -والحمد لله- عملت عملية وأخرجوها، وجاءني وأنا صغير (نيمونيا) التهاب حاد في الصدر، وأيضا قرحة معدية.
آسف على الإطالة، أرجو الرد، هل من الممكن أن أصاب بسرطان الرئة في عمر مبكر، أو من المشاكل التي أنا معرض لها إذا استمررت؟ وهل هذه أعراض سرطان رغم أني عملت أشعة مقطعية على الصدر مرتين، وكلها (نورمال)؟
مع العلم أني عملت أكثر من 50 أشعة سينية هذه السنة، في أكثر من مستشفى، وكلها تظهر التهابا حادا في القصبات، ولم تكن في فترات متقاربة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالطبع من الممكن أن تصاب بسرطان الرئة في سن مبكر، مع الأخذ بالاعتبار كمية السجائر والشيشة والدخان التي تجرعتها رئتيك في وقت قصير! ولكن المطمئن في الموضوع أنك عملت أشعة مقطعية على الصدر مرتين، وكانت طبيعية بشرط أن تكون تلك الأشعة حديثة أي خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة، وإلا فإنني أنصح بعمل أشعة مقطعية حديثة للاطمئنان على رئتيك بعد هذا الكم من الدخان -والذي يجب أن تتوقف عن تناوله مباشرة، ودون أي تأجيل أو تسويف- والذي تشربه بشراهة منقطعة النظير لتلقي بحتفك وتهلك نفسك بنفسك إذا داومت على ذلك المنوال ولا محالة!
وأما عن إصابتك بالتهاب بالرئة أو الصدر -نيمونيا- في صغرك: فإن كان في سنوات عمرك الثمان الأولى؛ فهذا بالطبع ليس له علاقة بالتدخين، ولكنه يحدث مع كثير من الأطفال بسبب ضعف المناعة في تلك الفترة العمرية.
وأما إذا كان هذا الالتهاب بعد سن الثامنة ومع شراهتك في التدخين في سن مبكرة جدا، فالأغلب أنها ذات علاقة.
وأما عن القرحة المعدية: فإننا لا نشاهد هذا الأمر في صغار السن، ولكن غالبا ما يكون بعد الثلاثين، ولكن مع تدخينك بشراهة، ومع حداثة السن فكل شيء وارد ومحتمل.
وأما عن التهاب البنكرياس: فلا أظن أن له علاقة بالتدخين، ولكن الآن أصبح كل شيء وارد، فنرى أطفالا يصابون بالسرطان.
وأما عن شكواك الأساسية وهي آلام الصدر، وصعوبة التنفس، والتهابات مزمنة في القصبات، مع تجمع البلغم بالحنجرة، ولا تستطيع إخراجه مع بحة في الصوت، مع خمول وتعب شديد: فكل ذلك من جراء التدخين، وما يفعله من تآكل في رئتيك فيقلل من كفاءتها فيقل الهواء الداخل إلى الرئتين، ولذا لا يكفيك، وخاصة مع صعود الدرج، أو بذل أي مجهود زائد، فيسبب لك نهجانا وضيقا في الصدر، وصعوبة في التنفس، كمن تجاوز السبعين من عمره.
ولذا يجب أن تقف مع نفسك وقفة حاسمة، فأنت الآن في ريعان شبابك وقوتك، ولا تملك قوة بل فتورا وتعبا وإرهاقا شديدا لا تستطيع أن تقوم بأعمالك العادية بكفاءة، فما بالك فيما فوق العادية، والتي تتطلب منك مجهودا زائدا، فيجب أن تصون صحتك وقوتك وترضي ربك بالتوقف الفوري عن التدخين بكل أنواعه وأشكاله.
وعليك بترك صحبة السوء، والتي تعينك على التدخين وتذكرك به وتخالط أهل الخير والصلاح وما أكثرهم حتى تستطيع أن تنتشل نفسك من هذا المستنقع الذي دفنت نفسك فيه، واستعن بالله ولا تعجز.
سائلين الله عز وجل أن يديم عليك الصحة والعافية بإقلاعك عن التدخين، فإنه ولي ذلك والقادر عليه، اللهم آمين.