السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا أعاني من وجود حب الشباب في وجهي وأكتافي وصدري، وكنت أتعالج عند الطبيب فقال لي: إنها بثور دهنية، وأعطاني 3 كريمات لا تحضرني أسماؤهم الآن، وكبسولات كالمضاد الحيوي الذي نستخدمه عند التهاب اللوزتين، وحبوب فيتامينات برتقالية اللون صغيرة وصابونة حب الشباب، وطلب مني أن أخلط الكريمات مع بعضها في علبة وأضع منها مرة كل يوم قبل النوم، وأن أتناول الكبسولات 3 مرات في اليوم، والفيتامينات مرة واحدة، فداومت على هذا العلاج مدة 3 أشهر ولم ألاحظ نتيجة واضحة، فكانت البثور تذهب من وجهي أحيانا وتعود أحيانا أخرى، ولاحظت أن وزني قد زاد من حبوب الفيتامينات، فذهبت إلى طبيبة أخرى صرفت لي ماسكا وجلا وغسولا للوجه، وكريمات هاي كوين، وكراتين، وكبسولات تختلف تماما عن النوع الأول، وكنت أستخدمها بالشكل التالي: أضع الكريمات نقطتين من كل نوع وأفركها وأوزعها على وجهي يوميا قبل النوم، وأستخدم الغسول يوميا والجل والماسك ثلاث مرات في الأسبوع، والكبسولات حبتين كل 3 أيام، وبفضل الله ذهبت البثور من وجهي وتركت الأدوية ولم أراجع الطبيبة.
الآن عادت لي بعض البثور في وجهي وهي صغيرة جدا ودهنية، رأسها أبيض وتؤلم إذا ضغطت عليها، أما البثور التي في أكتافي وصدري فلم أعالجها، وهي تضايقني وأثرها واضح جدا، كما أنني أصبت بمرض الجدري قبل 3 سنوات وأثره ما زال يزعجني.
سؤالي هو: هل يوجد كريم يخفي آثار بثور مرض الجدري؟ وهل أعود لاستخدام الأدوية التي تعالج حب الشباب، أم أن المشكلة بسبب الأطعمة التي أتناولها كالموز والبيض والشكولاتة، والمكسرات وجلد الدجاج والمقليات وهي التي تسبب البثور الدهنية؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة –هناك حبوب حمراء أو صديدية، وهناك رؤوس سوداء أو بيضاء، أو تكيسات أو غيرها- من شخص إلى آخر، وكذلك تختلف شدة الإصابة ودرجة انتشار المرض، هل هو محدد في الوجه أم منتشر في أماكن أخرى مثل الظهر والأكتاف والصدر؟ ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندوبا؟
العلاج لا بد أن يكون ممتدا وفعالا وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى، وأهمية ذلك يكمن في المحافظة على الوجه من تكرار الإصابات مرة أخرى، وذلك من الأمور المهمة التي يجب أن تعلميها.
من خلال وصفك أتصور أن الإصابة في الوجه والظهر والأكتاف، وهذه الحبوب تركت بعض البقع أو الآثار، وأنصحك باستخدام غسول Clenance, Effaclar or Normderm، مرتين يوميا مرة صباحا ومرة مساء، وبعد غسيل الوجه في الصباح، لا بد من استخدام واقيا من الشمس مناسب بمعامل وقاية على الأقل 30، مثل: Avene for acne prone skin or Anthelios gel cream، وبعد غسيل الوجه في المساء لا بد أن تضعي الكريم الذي ينظف تقرح الجلد ويجدده ويمنع ظهور حبوب جديدة، ويساعد في التخلص من البقع، مثل: كريم Tretinoin، ولا بد أن تستعملي هذا الكريم لعدة شهور، وإذا كانت هناك حبوب في الوقت الحالي، يمكنك استعمال Zineryt lotion مرتين يوميا لمدة شهر، وهذه الخطة العلاجية كافية لعلاج حب الشباب والبقع البنية التي تظهر بعد العلاج كما في حالتك -إن شاء الله-، وتوجد علاجات أخرى كثيرة موضعية، وأخرى يتم تناولها عن طريق الفم، ويكون وصفها حسب تقييم الطبيب المعالج، وبعد شرح المعلومات الخاصة بكل عقار.
والسبب الرئيسي لظهور حب الشباب هو الخلل الذي يحدث في تقرح الجلد، وبالأخص مع التغيرات الهرمونية المصاحبة للبلوغ، وعلاج حب الشباب يجب أن يكون ممتدا كما ذكرت لك سابقا، ولا توجد دراسات علمية منهجية تفيد بأن المأكولات لها علاقة مباشرة وحقيقية في إظهار حب الشباب، ولكن لا تسرفي في أكلها واهتمي بالتغذية الصحية وبصحتك العامة.
الجدري المائي Chicken Pox عادة ما يكون أكثر شدة إذا حدثت الإصابة في سن متقدم نسبيا، مثل السن الذي كنت فيه عند إصابتك به؛ لأنه عادة ما يصيب الأطفال، وفي هذه الحالة يفضل تناول العلاج الفيروسي المناسب في أقرب فرصة بعد الإصابة، والأفضل في أول 48 ساعة حتى تتم السيطرة على تطور المرض، وتجنب حدوث آثار جانبية للمرض مثل الندب التي حدثت لك.
أما الآن فيمكنك مراجعة طبيب التجميل لمناقشة إمكانية إزالة هذه الندب جراحيا، وربما بوسيلة Punch elevation، أو الحقن بمواد تعوض النقص في الأنسجة في المكان المصاب، وأيضا يمكن العلاج ببعض أنواع الليزر الحديثة أو عمل سنفرة للجلد، مع مراعاة أن كل هذه العلاجات المتاحة تعتمد على مدى تأثير هذه الندب عليك، فبعض الأشخاص قد لا يهمه وجود بعض الندب في وجهه، والبعض الآخر تسبب لهم مشكلة كبيرة قد تؤثر على حالتهم النفسية، وأيضا من المهم مناقشة النتائج المتوقعة من العلاج بالوسائل المتعددة؛ لأن النتيجة قد لا تكون بالشكل الذي تتوقعينه أنت، وربما يكون للتدخل الجراحي مضاعفات أسوأ من الندب الموجودة، وهنا ربما يكون تركها أفضل.
أتمنى لك التوفيق والسعادة وحفظك الله من كل سوء.