السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ سنة، وقد تأخر حملي، ولكن بمشيئة الله علمت بحملي في يوم 13/11، ونزلت علي إفرازات بنية في نهاية اليوم، وقد استشرت حضرتك يا دكتورة وجزاك الله خيرا لم تتأخري علي، ولكن بقضاء الله وقدره لم يتم الحمل وأجهضت في 17/11، والدم توقف عندي بعد هذا التاريخ بخمسة أيام، بعد عمليه التنظيف بقرص ميزوتاك في المهبل.
السؤال: أجريت تحاليل بعد الإجهاض، ونتائجها: rh سالب، (cmv) بنسبة 329 toxoplasma iggg بنسبة 0,13، ولم آخذ حقنة rh لعدم علمي بها، هل حدث الإجهاض بسبب كون rh سالبا وأن هذا الفيروس نشط بنسبة عالية؟ أم ماذا؟
وآسفة جدا على الإطالة، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد يحدث إجهاض للحمل الأول بسبب خلل في الكروموسومات أو الجينات الوراثية سواء في البويضة أو الحيوان المنوي، وبالتالي يصبح الجنين غير قابل للحياة ولا يكتمل الحمل، وهذا أفضل حتى لا تتم ولادة أطفال يعانون من عيوب خلقية وبالتالي اختيار الله عز وجل لنا دائما هو الأفضل، وفي الحديث الشريف قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكانت خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكانت خيرا له) رواه مسلم.
ولذلك يجب عدم التفكير في الحمل في الشهور الستة القادمة عن طريق استعمال واق ذكري، لإعطاء فرصة للرحم لتجديد بطانته، ولتنظيم الدورة الشهرية، وللبحث عن سبب الإجهاض وعلاج تلك الأسباب، وعدم التسرع في الحمل حتى لا تتكرر تجربة الإجهاض مرة ثانية.
ومن أول تلك الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض السمنة والوزن الزائد، والتي تؤدي إلى حدوث تكيس على المبايض مما ينتج عنه ضعف التبويض، وإنقاص الوزن يتم من خلال حمية غذائية من خلال تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب مثل: الشوفان والقمح والفول بدون الزيت، والتونة بالماء والمشوي من الدجاج والأسماك واللحوم الحمراء، وهذه الأطعمة تعطي الإحساس بالشبع بخلاف الحلويات والسكريات والعصائر التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها، مع الإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء والخضروات المطبوخة، ومن خلال ممارسة الرياضة خصوصا المشي، لأن السمنة والوزن الزائد تعتبر السبب الرئيسي في هذا الخلل، وفي عدم انتظام الدورة الشهرية.
ويمكنك محاولة تناول حبوب جلوكوفاج 500 قرص واحد بعد الأكل لتنظيم عمل هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس للمساعدة في الحمية ولتنظيم الدورة الشهرية.
كذلك من بين الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض المتكرر الأمراض الفيروسية، والمرتفع لديك هو أجسام مضادة مناعية igg، وليس مؤشرات وجود التهاب من خلال وجود الأجسام المضادة igm، وهذه الأجسام لا تحتاج إلى علاج ولا تمنع الحمل.
والإجهاض حدث سريعا بعد الحمل، وبالتالي لم تنتقل منه كرات دم حمراء قد تؤدي إلى تكون أجسام مضادة في الدم ضد الجنين التالي، فلا قلق من كون rh عندك سالبا وعند الزوج موجب، ولكن يجب تدارك ذلك في الحمل التالي -إن شاء الله-، وتؤخذ حقنة أثناء الحمل، والحقنة الثانية بعد الولادة مباشرة لمنع تكون تلك الأجسام المضادة لحماية الطفل التالي.
وفي أثناء فترة الراحة المقترحة هناك فحوصات هرمونية لهرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض وهرمونات الغدة الدرقية، وهرمون الحليب وهرمون الذكورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة هي: FSH - LH - PROLACTIN- TSH - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف، وفي حالة وجود كسل في وظائف الغدة الدرقية أو ارتفاع في هرمون الحليب يجب تناول العلاج المناسب.
ولإعادة التوازن الهرموني وتنظيم الدورة الشهرية يمكنك تناول حبوب دوفاستون Duphaston 10mg، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي، يؤخذ قرص واحد يوميا من يوم 16 من بداية الدورة وحتى يوم 26 من بدايتها، ثم تتوقفي عنه حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى حسب انتظام الدورة الشهرية، وفي حالة زيادة إفراز هرمون الحليب يمكنك تناول دواء Dostinex 0.25 mg قرص مرتين أسبوعيا حتى ينتظم هرمون الحليب، وذلك تحت إشراف الطبيبة المعالجة.
والاعتماد على التغذية الجيدة، وتناول شاي أعشاب البردقوش والمرامية وحليب الصويا وتلبينة الشعير المطحون، وتناول الفواكه والخضروات، كل ذلك من الأشياء تحتوي على مواد لها خصائص هرمونية تحسن التبويض، وبالتالي تحسن فرص الحمل -إن شاء الله-. ولا تنسي الدعاء والاستغفار، قال الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا*يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين*ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.