أعاني من الأرق وأرغب في نوم مريح، ما نصيحتكم؟

0 265

السؤال

السلام عليكم

جزى الله خيرا القائمين على هذا الموقع الطيب.

أنا شاب بعمر 28 عاما، طولي 173 ووزني 68.

منذ سنوات لا أستطيع أن أنام نوما مريحا، والحمد لله، وأحيانا بسبب أني أضطرب في النوم وأستيقظ بعد ساعة أو ساعتين، ولا يأتيني نوم! علما أن اليوم السابق لم أرقد.

إحساسي عندما أذهب إلى الفراش إحباط وكره لوقت النوم لعدم مقدرتي على النوم، والفكر مستمر ولو على أشياء تافهة ليس لها معنى، وعقلي مستيقظ بينما جسدي نائم، وأي صوت بسيط عند دخولي في النوم يذهب النوم عني.

أغلب الأوقات أحس بالجوع، علما أنني أكون متأكدا أنني أحس بالجوع إذا لم أدخل في النوم، وكثير التقلب في الفراش؛ حيث إنه لا توجد لدي حركة معينة، أحس بتنميل في يدي عندما أضعها تحت المخدة، وإن وضعتها بمكان آخر فترة معينة يأتيني تنميل مرة أخرى، ولا أحس بالراحة في وضعية النوم نهائيا، وتمر ست ساعات أو أكثر إلى أن أدخل في النوم.

علما أن فحوصات الدم والغدد طيبة والحمد لله، وأنا شخص مؤثر بين أصحابي، وأحب أن أصلي إماما، وأحس بنبضات قلب سريعة، وعندما أتكلم كثيرا أبلع ريقي بين فترات، خاصة عند أشخاص كبار، وأيضا عندما أكون مستمعا من شخص.

يتولد لدي شعور تردد ورهبة متوسطة عند الدخول إلى مسؤول أو مدير أو مقابلة، والكلام يكون موجودا ولكن بلع الريق يفسد علي الكلام، ويتركز الفكر على البلع للريق.

يأتيني خمول ولو أنني لم أعمل شيئا، وأحيانا خمول كامل يفسد علي الذهاب إلى العمل، ولا أحب الجلوس، وأحب الحركة.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا، من ناحية مشكلة النوم، ومن ناحية الرهبة البسيطة والتوتر والأرق، علما أن لدي جفافا في عيوني منذ خمس سنوات أو أكثر، وزغللة مستمرة بالجفون، وإحساس بكسل وظيفي للعين.

أريد دواء ليس له تأثير جانبي، وخفيف جدا، ولا يسبب إدمانا، حيث أنني والحمد لله، متميز، والمشكلة الكبرى لدي هي النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أعتقد أنه يوجد سبب نفسي مباشر لاضطراب النوم الذي تعاني منه، نعم لديك شيء من القلق الذي أدى إلى رهاب اجتماعي من الدرجة البسيطة، والقلق ربما يكون عاملا في اضطراب النوم، أعتقد أن قلقك نفسه من النوع البسيط والإيجابي -إن شاء الله تعالى-.

عموما نتحدث في كيفية تعديل صحتك النومية:

- يجب أن تذهب إلى النوم وأنت في حالة تفاؤلية استرخائية، وتجنب الأفكار القلقية والوسواسية المسبقة، واعلم أن النوم حاجة بيولوجية.

- ثبت وقت الفراش، التأرجح والتذبذب في تحديد وقت النوم مشكلة كبيرة جدا، أما الإنسان إذا استطاع أن ينام في وقت معلوم فهذا يؤدي إلى نوع من الانسجام التلقائي بين أعضاء جسده وعقله، وهذا يؤدي بالفعل إلى ما يمكن أن نسميه بانضباط الساعة البيولوجية بصورة صحيحة.

الإنسان الذي يصل ويرتقي بنومه لهذه الدرجة يجعل نفسه في وضع هو لا يبحث فيه عن النوم، إنما النوم يبدأ يبحث عنه، وهذا هو الوضع السليم أخي الكريم، فاحرص على ذلك.

-تجنب أيضا النوم النهاري، مارس الرياضة، لكن لا تمارسها في أوقات ليلية متأخرة، وتجنب تناول الميقظات والمنعشات مثل الشاي والقهوة والكولا والبيبسي والشكولاتة، هذا لا يستحسن أن تتناولها بعد الساعة الخامسة مساء.

-تمارين الاسترخاء وجدناها مفيدة جدا، فاحرص على أدائها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تسترشد بها وتطبق هذه التمارين بصورة جيدة فهي مفيدة.

-أذكار النوم عظيمة وعظيمة جدا، فرددها بقناعة ويقين وتركيز، واحرص على أذكار الاستيقاظ، ووجبة العشاء من الأفضل أن تكون دائما مبكرة، وخفيفة جدا.

إذا هذه هي الأمور التي من خلالها تنظم صحتك النومية، وهي عموميات، لكنها في ذات الوقت مفيدة جدا.

نسبة لوجود درجة القلق والرهبة البسيطة لديك أعتقد أن تناول عقار يعرف تجاريا باسم (ريمارون)، ويعرف علميا باسم (ميرتازبين) هذا دواء ممتاز جدا، هو أصلا مضادا للاكتئاب، لكنه أيضا محسن للنوم ومزيل للقلق.

أعتقد أنك تحتاج أن تتناوله بجرعة ربع حبة فقط، الحبة تتكون من ثلاثين مليجراما، فيمكن أن تقسمها على أربعة وتتناول ربع فقط، تناوله ليلا لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، وإذا لم تحس بتحسن حقيقي في نومك فتناول نصف حبة -أي خمسة عشر مليجراما- وهذه أعتقد أنها سوف تكون جرعة كافية جدا، علما بأن الجرعة القصوى هي حبتين -أي ستين مليجراما- لكن قطعا أنت لست في حاجة لمثل هذه الجرعة، والدواء لا يسبب الإدمان، وهو لا ينتمي لفصيلة المنومات.

أخي الكريم: الرهبة التي تعاني منها إن شاء الله تعالى سوف تزول، أنت -الحمد لله تعالى- لديك كل ما يجعلك شخصا اجتماعيا وتفاعلا، فلا تقلل من شأن نفسك أبدا، صل في الصفوف الأولى، صل بالناس متى ما رأيت أنك مؤهلا لذلك، تواصل اجتماعيا، وأنا نصحتك بالرياضة، فاجعلها رياضة جماعية لأنها مفيدة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات