أصبت بقلق وأرق وخوف بعد اقترافي للذنوب!

0 200

السؤال

‏‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ساعدوني فأنا تائبة إلى الله، كنت في الماضي أعمل أشياء لا ترضي الله، وأنا نادمة كثيرا،‏ والمشكلة أني أحس أن الماضي يفضحني، وأحس أن أهلي لن يروا وجهي مرة ثانية، وأحس أني لن أتهنأ في دنياي، ودائما أدعو ربي أن يساعدني، وقد أصبت بقلق لدرجة أني لا أنام الليل.

ادعوا لي أن أنسى الماضي، وألا أفضح بالماضي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بما في نفسك، غفر الله لك، وأراح بالك، ومن منا لا يذنب ولا يخطئ؟! وكما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ).

ومن الطبيعي والمتوقع أن شبح أخطاء الماضي تلاحق الإنسان لبعض الوقت يطول أو يقصر، وليس هذا كله شيء سلبي، فمثلا تصوري لو أن التائب ينسى ذنبه مباشرة فور توبته، أليس هو عرضة لخطورة العودة للذنب من جديد؟

فهذا الشعور بالذنب وتأنيب الضمير يمكن أن يلعب دور السور الذي يحمينا من الانتكاسة مجددا للمعصية والانحراف، ولذلك فتصحيح نظرتك لهذا الشعور بالذنب الذي تشعرين به له فوائد كثيرة، نحمد الله عليها.

وربما على عظم الذنب قد يعظم الشعور بتأنيب الضمير؛ لأن المنع من الانتكاسة يحتاج ربما لوازع قوي.

وطالما أنك تبت وأقلعت وندمت وعزمت على ألا تعودي، فقد استوفيت شروط التوبة، إلا إن كانت هناك حقوق للآخرين، وبإمكانك ردها لهم، ولا يطالبنا ديننا الحنيف بغير هذا.

ومع الوقت ستشعرين بأن تأنيب الضمير هذا يخف مع الوقت، ولا تنسي أن الله تعالى يفرح بك وبتوبتك، فحاولي أن تذكري نفسك بهذه النعمة، وأن الله يرحب بك ويستقبلك، وحاولي أن تنمي هذه العلاقة الشخصية بينك وبين الله تعالى خالق السماوات والأرض.

ولا شك أن مما ينفع مع التوبة إعادة النظر في نمط حياتك، بحيث تصلحين حالك في الجوانب المختلفة لحياتك.

وفقك الله، وثبتك على طريقه المستقيم، ونفع بك من عباده من يشاء، -وإن شاء الله- نسمع أخبارك الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات