السؤال
السلام عليكم
أنا طالب في كلية الهندسة، وأعاني من عدم القدرة على المذاكرة نهائيا، منذ بداية العام الدراسي، ولم أفتح أي كتاب إلى الآن، وكلما أنوي المذاكرة وأقعد أذاكر وحين أفتح أي كتاب، أشعر بعدم القدرة على المذاكرة، وأشعر بنعاس شديد، ولا أقدر أن أنظر في الكتاب، وعندما دخلت المدرسة كانت كل الدرجات أقل من 5، وجميع المواد من 20، وإن استمريت على هذا الشكل سوف أسقط في جميع المواد، ولا أدري ما العمل؟!
علما أن تقديري العام الماضي هو امتياز، وجميع المعيدين في الكلية وحتى أصدقائي أيضا يقولون لي دائما: إني سريع الفهم والحفظ، وإن الله ميزني بحدة الذكاء، ومع هذا لا أقدر على المذاكرة نهائيا.
أشعر بالإحباط، بسبب اقتراب موعد امتحان الترم الأول، وأنا لا أعرف شيئا عن المواد، والله لا أقدر أمسك كتابا أكثر من خمس دقائق، لا أعرف السبب؟! هل هو غضب من الله علي أم هو حسد أم هذا ابتلاء؟
أشعر أني ابتعدت عن الله كثيرا، منذ العام الدراسي السابق، ولكني دائما أحاول العودة إلى الله، والاستغفار.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على التواصل معنا.
لقد كتبت لنا ما لا تفعله من عدم الدراسة، وأود سؤالك، ما هي الأمور التي تفعلها؟ فبدل الدراسة التي لا تستطيعها، ماذا ترى؟ ما الأمور التي تعملها الآن؟ والتي تأخذ كل هذه الساعات بدلا عن الدراسة والمذاكرة؟!
لا أستطيع أن أرد ما يجري معك الآن إلى الحسد أو الغضب من الله تعالى، ولكن هناك احتمالان لما يجري:
الأول وجود مرض أو اضطراب نفسي، وقد يكون الاكتئاب، بكل أعراضه من تراجع الرغبة في الدراسة والعمل، مع النظرة السلبية المتشائمة، بالإضافة للكثير من الأعراض التي لم ترد في سؤالك كصعوبات النوم والشهية للطعام، وربما نقص الوزن.
الثاني أنه لا يوجد مرض، وإنما الموضوع نمط حياة، وإعادة تنظيم البرنامج اليومي، وربما، أقول ربما، الابتعاد عن مضيعات الوقت كالانترنت والألعاب الإلكترونية كالبلي ستيشن وغيرها.
انظر إلى نظام يومك، وبالذات نظام النوم، كم ساعة تنام، وهل تسهر ليلا وتنام نهارا، فهذا يمكن أن يفسر عدم الرغبة بالذهاب للجامعة والدراسة؟
إذا استبعدنا المرض بشكل من الأشكال، ففي الحقيقة ليست هناك من وصفة سحرية أو دواء يجعلك تصرف وقتا أكثر في الدراسة!
الطريق واضح، وإن لم يكن سهلا، وهو الدراسة المزيد والدراسة، ومن ثم الدراسة، وخاصة أن الاختبارات قريبة، هذه الكلمة "الدراسة" التي يمكن أن تخيف الكثيرين! وربما لست منهم بسبب تاريخ دراستك وعلاماتك المتفوقة.
هيا أيها الشاب، إما أن تذهب للطبيب لتعرف أو تنفي وجود المرض، وإلا فهي الدراسة وفتح الكتاب، بالرغم من التأخير، فلأن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي! أنا أضمن لك، بعون الله، إن فعلت أمرين، ستنجح: الأول التزام الصلاة على وقتها، والثاني فتح الكتاب والدراسة، وخاصة أن الله تعالى قد أعطاك من المؤهلات ما يعينك على تحقيق هذا.
وفقك الله، ويسر لك الخير، وحماك من أي مكروه، وجعلك من المتفوقين.