السؤال
السلام عليكم
عمري 16 سنة، وأعاني من بخر الفم (رائحة الفم الكريهة الدائمة)، لا أذهب إلى المسجد بسبب هذه المشكلة، وكلما أحاول أن أذهب إلى المسجد وأنسى هذه المشكلة أشعر بأن من حولي ينزعجون وينفرون مني بدون إخباري بالمشكلة، سواء بالمسجد، أو المدرسة.
ذهبت إلى طبيب أسنان، لكن لم تفد كل العلاجات التي أعطاني إياها، والسؤال:
1- كيف أتعامل مع المشكلة؟
2- هل تسقط عني صلاة الجماعة؟
3- هل مشكلتي تؤثر على العمرة والحج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك عاجل الشفاء والعافية مما تعانيه – أيها الولد الحبيب – ونشكر لك حرصك على صلاة الجماعة والاهتمام بها، ونرجو الله تعالى أن يكتب لك أجر ما نويت.
ما دمت مصابا بهذا المرض، ويجد الناس منك هذه الرائحة؛ فإن هذا عذر كاف لك في ترك الجماعة في المسجد، فالعلماء ينصون على هذا العذر إلحاقا له بأكل الثوم والبصل الذي نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- صاحبه من أن يقرب المسجد؛ وذلك لأن في المسجد ملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم.
ومن ثم فأنت معذور في التخلف عن الجماعة في المسجد، ولكن احرص على أن تصلي جماعة في خارج المسجد – أي في البيت ونحوه – فصل مع أهل البيت، ولو بأن تكون إماما لبعض أهل البيت سواء كانوا من الذكور أو الإناث، من الصغار المميزين، أو من البالغين، فإنك بذلك تكون قد أدركت الجماعة، وإن لم تتمكن من ذلك فصل منفردا، وأنت معذور في ذلك كله.
وأما الحج والعمرة فالأمر فيهما ليس كالجماعة، بل يتمكن الإنسان فيهما من أن يبتعد عن الناس في غالب وقته، وأن يبعد الناس عن التأذي بهذه الرائحة؛ ولأنها فرائض لا تتكرر كل يوم، ومن ثم فإننا لا نرى بأن العذر فيهما كالعذر في ترك الجماعة.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يكتب لك أجر ما نويت.
++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
وتليها إجابة د. باسل ممدوح سمان -استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة-.
++++++++++++++++++++++++++++
لا بد في البداية من تشخيص السبب الأساسي في هذه الرائحة, فرائحة الفم الكريهة في حوالي 85% من الحالات سببها الفم نفسه, وهناك أسباب هضمية من المعدة، وكذلك التهابات الجيوب الأنفية المزمنة.
الأسباب المتبقية الوحيدة، وهي الأسباب الفموية, والتي قد تكون بسبب الالتهابات المزمنة في اللوزتين والبلعوم، وتعالج اللوزتين بالاستئصال، والبلعوم بالعلاجات الموضعية التي سأذكرها لاحقا, أو بسبب عدم التنظيف الصحيح للأسنان واللثة واللسان.
وهناك من الأسباب الهامة لرائحة الفم وجود جفاف الفم، (والذي قد يكون لأسباب نفسية متعلقة بالتوتر النفسي، وقد تكون لأسباب التهابية تنكسية في الغدد اللعابية, وكذلك فإن التنفس الفموي يسبب انسداد الأنف المزمن، وجفاف الفم، وكذلك استعمال أدوية معينة مثل: مضادات التحسس، وبعض خافضات الضغط، وأدوية السكري، والاكتئاب, وأيضا من أهم الأسباب في جفاف الفم هو التدخين، والإكثار من القهوة)، فلابد من إزالة العامل المسبب، وعلاج الحالة بحسب هذا المسبب.
بالنسبة لتنظيف الأسنان: لابد من أن تتخلل فرشاة الأسنان بين كل الأسنان، ولا ننسى الأسنان الخلفية، وكذلك السطوح الداخلية للأسنان، والتي قد تهمل تنظيفها عند استعمال السواك إذ لابد من التنظيف في كامل السطوح السنية بدءا من حافة اللثة، واتجاها نحو حافة الأسنان، وكذلك بين الأسنان باستعمال الخيط, وتنظيف اللثة بفرشاة الأسنان المعتدلة القساوة (الوسط).
كما أنه لابد من تنظيف اللسان (وهو مهم جدا هنا) بفرشاة اللسان الخاصة التي تباع في الصيدليات، وهذا التنظيف يجب أن يتم بلطف حفاظا على الحليمات الذوقية، وهو يتم بدءا من القسم الخلفي للسان باتجاه الأمام، ونحاول الوصول إلى أبعد ما يمكن من هذا القسم.
ويمكن تطبيق الملح البحري بالإصبع على اللسان بعدها بدون بلعه، ولمدة ثلاث دقائق، ثم المضمضة بالماء، وبعدها إعادة الفرشاة للسان بالطريقة المذكورة حتى تظهر الطبقة الوردية له، كما يمكن استعمال الغسول الفموي باستخدام كيس سيروم ملحي 0.9% (نصف ليتر) يضاف له ملعقة صغيرة من الصودا (بيكنج صودا)، وأربع ملاعق صغيرة من الغليسرين الطبي، ويحرك جيدا، ثم يتم المضمضة والغرغرة به.
وهناك غسول آخر يتكون من كيس نصف ليتر سيروم ملحي 0.9%، مع ملعقة صودا صغيرة، مع (10 مل) من سائل الماء الأوكسيجيني (بتركيز 20%)، حيث إن الماء الأوكسيجيني ينتج فقاعات الأوكسيجين ضمن الأثلام العميقة للوزتين واللسان والأسنان، وهذه الفقاعات تدفع فضلات الطعام للسطح؛ حيث يتم التخلص منها, ويمكن بعدها دهن الغلسيرين الطبي بالإصبع على اللسان.
هناك الغسول -أيضا- بخل التفاح، وفرك اللثة، والأسنان واللسان بقشر البرتقال، فهي تعمل من ناحيتين: فاحتوائها على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتيريا الناشئة في الفم والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى: فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة ذات مفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.
كما أن الشاي بنوعيه الأخضر والأسود يحتوي على مادة البولي فينول، والتي تعمل كقاتل للبكتيريا، والشاي عموما يعتبر مطهرا للفم، وخاصة إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة والهيل والقرنفل، أو النعناع، شرب شاي المرمرية (أو الميريمة) أيضا يفي بالغرض في حالة رائحة الفم الكريهة، مع مراعاة عدم الإكثار منه؛ لأنه قد يسبب جفاف الفم لوجود مادة العفص، وهو ما يؤدي للرائحة بدوره.
للبقدونس فوائد أيضا لاحتوائه على مادة الكلوروفيل التي تقضي على البكتريا، إضافة إلى كونه مساعدا في تحسين الهضم؛ مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئا أو غمسته في القليل من الخل.
يمكنك أيضا شرب عصير البقدونس من حين لآخر؛ لضمان رائحة أفضل لفمك, كما أن لتناول الأجبان والألبان، وخصوصا صباحا دور في تقليل رائحة الفم باستعادة التوازن بين الزمر الجرثومية في المجرى الهضمي.
والله الموفق.