السؤال
السلام عليكم
أنا شاب، عمري 21 عاما، أعاني من التشتت وعدم التركيز سواء في عملي أو في دراستي، أنا دائما أكلم نفسي، وأتخيل قصة تحدث لي وأنا بطلها! وبسبب هذا فشلت في دراستي، ودخلت معهدا لم أكن أرغب فيه، وحتى الآن لا أستطيع استذكار دروسي إلا آخر العام؛ قبل الامتحان بيوم.
أثناء عملي في مجال النجارة، دائما ما أكون بطيئا في عملي، وأحيانا أخطئ في العمل، وعندما أصلي أسرح في عالم خيالاتي، فما أشعر إلا وقد انتهيت من الصلاة.
عندي وسواس في السجود، فدائما ما أحس أني فاتتني سجدة، وأحيانا أحس أنني أسرق، مع أنني أخاف الله، ولو لقيت مالا مرميا على الأرض فإني أتركه، وعندما أنظر إلى شخص أجد عيني تنظر في عينيه مباشرة، ولا أعرف أين أنظر، فأرتبك، وأخفض رأسي؛ كيلا أنظر إليه.
ما سبب معاناتي؟ وما العلاج؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أعراضك هذه: من تشتت في التركيز، وافتقاد الرغبة نحو العمل، والشعور بالإجهاد السريع؛ هذه كلها أعراض قلق اكتئابي وسواسي من الدرجة البسيطة.
أخي الكريم: جاهد نفسك، قم بفعل ما هو مضاد لمشاعرك، الإنسان يجب أن يحكم على نفسه من خلال أفعاله وليس مشاعره أو أفكاره؛ لأن الانقياد للفكر أو الشعور السلبي مشكلة كبيرة، هذه مشكلة مستعصية، والإنسان حين يعتمد على أفعاله ويصر على أن يكون منجزا؛ هذا قطعا يؤدي إلى تبديل كامل في المشاعر والأفكار، ويحولها من سلبية إلى إيجابية رائعة، فاجعل هذا مسعاك.
أنت لديك كل طاقات الشباب في هذا العمر الجميل، فأرجو أن تستفيد منها، نظم وقتك، حسن الدافعية لديك، وإدارة العمل والوقت مطلوبة –أخي الكريم–، خصص وقتا لراحتك، ووقتا لعملك، ووقتا لعبادتك، ووقتا للترفيه عن نفسك... هذا كله -إن شاء الله تعالى- يساعدك.
رغم مشاغلك، أريدك أن تمارس أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، الجري، بمعدل مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع؛ هذا سوف يكون فيه خير كثير جدا لك.
الوسواس دائما يقهر من خلال تجاهله، خاصة الوسواس في الصلاة.
أنت محتاج أيضا لعلاج دوائي، إن استطعت أن تتمكن وتذهب إلى طبيب نفسي؛ فهذا أمر جيد، إذا لم تتمكن هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريا أيضا (لسترال)، ويسمى في مصر (مودابكس)، الجرعة المطلوبة في حالتك جرعة بسيطة جدا، والدواء سهل جدا، وغير إدماني، تناوله بجرعة نصف حبة ليلا، تناولها بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة ليلا –أي خمسين مليجراما–، استمر عليها لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى حبتين ليلا –أي مائة مليجرام–، وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمر عليها بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.