إقامتي بعيداً عن أهلي جعلتني أشعر بالوحدة والاكتئاب!

0 226

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة كنت أعمل وأختلط بالرجال، تزوجت من رجل سلفي ومتزوج من مدينة أخرى رغم اعتراض أهلي، كي أهرب من الحياة التي كنت أعيش فيها، وكان يمنعني من الخروج والتعامل مع الرجال، وبعد فترة أنجبت طفلة وكانت ولادتي صعبة وفي مكان غير مناسب، وحدث لي نزيف، ولم ينقل لي دم، ولم أرضع ابنتي بسبب حالتي النفسية السيئة وعدم وجود الحليب في ثديي، ولم يكن بجانبي أحد من أهلي فشعرت بالانهيار، وسيطر علي إحساس بضرورة ترك زوجي والرجوع لبلدي وأهلي، لأنني لا أستطيع الجلوس بمفردي دون أهل ولا مجتمع، وشعرت كأنني وحيدة في هذه الدنيا.

ذهبت لطبيب وصف حالتي بالاكتئاب وأعطاني علاجا لمدة ثلاثة أشهر، وكنت أشعر بالضياع فأوقفت العلاج، وبعدها سمح لي زوجي أن أنزل للشارع كي أشتري الخضار وأذهب بابنتي للحضانة، ولكن في كل مرة أنزل فيها للشارع أشعر بالخوف وأنظر للرجال، وتأتيني أفكار وسواسية دائما بأن أمي وأبي سوف يموتان ويتركانني، وأن جارتي التي بجانبي والتي أقضي معها وقتا طويلا، أنها ستموت وتتركني أيضا.

بقيت لمدة سنتين أسافر وأجلس عند أهلي شهورا عديدة، مما أثر على زوجي وكان يريد أن يطلقني.

أشعر بتوتر طوال اليوم وأفكار عديدة تزداد في الأيام التي أكون فيها بمفردي، ومع أنني أتصل بأهلي وصديقاتي كثيرا ولكنني أشعر بأن كل شيء صعب، الأكل والنوم ومعاملة زوجي لي، وأشعر وكأنني في عالم آخر ولا أحد يشعر بي، يقولون لي: زوجك لا يضربك ويعطيك المال ولا يريد لك الإهانة بالخروج للشارع، وأنت تجلسين مع ابنتك، فلماذا تشعرين بالوحدة والملل؟ أنا حاليا في بيتي وكل عظام جسمي تؤلمني، أشعر أن هذه الأفكار من الشيطان الذي يريد أن يعيدني لحياتي السابقة التي كانت كلها عملا واختلاطا، وقد كنت أحفظ القرآن قبل الزواج وكانت معلمتي تقول لي: يمكنك التسميع عبر الهاتف. لكنني لا أستطيع الحفظ الآن بسبب هذه الظروف، وزوجي لا يعرف في الطب النفسي كثيرا ويقول لي: تقربي من الله أكثر.

أفيدوني جزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سامية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، وهذا ما يؤكد لنا قدرتك على التحسن -بحول الله وقوته-، ونتمنى أن يقترب منك زوجك ويشاركك في الذكر والتلاوة، ويقرأ عليك الرقية الشرعية، وأفضل من ذلك أن تقومي بالقراءة على نفسك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان.

لا شك أنك مررت بظروف صعبة، ولكنك خرجت -بفضل من الله- من المراحل الصعبة، وهي تجربة رغم صعوبتها إلا أنها لا تخلو من الفوائد، وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، فاحمدي الله الذى أنجاك واجعلي من شكره عملا بطاعته، وعمري يومك بالذكر والتلاوة، واعلمي أن الطمأنينة مكانها واحد قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

مما يعينك -ابنتنا الفاضلة- تذكر ما أنت فيه من الخير، والإنسان لا يعرف مقدار ما أولاه الله من النعم إلا بالنظر إلى حال من هم أقل منه في كل أمور الدنيا كما وجهنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (انظروا لمن هو فوقكم ولا تنظروا لمن هو دونكم كي لا تزدروا نعمة الله عليكم)، والمسلمة تنظر في أمور الدنيا إلى من هم أقل منها بخلاف أمور الآخرة فإنها تنظر إلى من هم أعلى منها لتتأسى بهم وتنافسهم في سيرها إلى الله، وننصحك بأن تشغلي نفسك بالخير حتى لا يشغلك الشيطان بغيره واستقبلي حياتك بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، واعلمي أن الأمر لله من قبل ومن بعد، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، ولا تقولي: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قولي: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان، واهتمي بطفلتك وتواصلي مع معلمتك، ومع الجارات الصالحات، ولا تقفي طويلا أمام الأحداث السالبة، وتفاءلي بالخير تجديه، وتواصلي مع موقعك.

نسأل الله أن يسعدك ويوفقك ويحفظك ويسدد خطانا وخطاكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات