خطبني ابن خالتي ولم نعقد القران، فهل علينا إثم إذا تكلمنا مع بعضنا بالهاتف؟

0 300

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر 19 سنة، أحبني ابن خالتي وهو في عمري، وأنا أعيش في بلد وهو في بلد آخر، تحدثنا بالرسائل، ثم قلت لأمي: إنه يحبني ففرحت ودعت الله أن يجمع بيننا بالحلال، ويريد أن يتزوجني الآن ولكننا لم نكمل دراستنا إلى الآن، فتكلم مع أهله فقال له أبوه: إنه موافق على زواجنا ولكن بعد انتهاء دراستنا، وقال: إنه لا يقبل بالخطبة ولا الحديث عن الزواج الآن حتى انتهاء الدراسة.

بالنسبة لي فقد عرف أبي وجميع إخوتي وأهلي أنه يحبني، ويريد أن يتزوجني بعد انتهاء دراستنا -إن شاء الله-، فوافق أبي والجميع عليه، ورفضوا أي شخص يتقدم لخطبتي غيره.

سؤالي الآن: هل يجوز لنا أن نتحدث بالرسائل أو بالهاتف؟
علما بأن أهلي وأهله يعلمون بأمر محادثاتنا وموافقون على زواجنا بعد انتهاء الدارسة -إن شاء الله- وما هي الأمور المباحة لنا في هذه الفترة؟ فنحن نخشى من الإثم لأننا لم نعقد القران حتى الآن بسبب والده الذي رفض هذا الموضوع حتى انتهاء الدراسة، وهل موافقة أبي عليه تسمح لنا أن نتكلم في هذه الفترة؟ لأننا قطعنا محادثاتنا الآن حتى نعلم الحكم الصحيح.

أفيدوني جزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tasneem حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي فكرة السؤال، ونؤيد فكرة التوقف عن المحادثة بينكما طاعة للكبير المتعال، ونسأل الله أن ينجحكم وأن يجمع بينكم في الحلال، وأن يحقق لكم في طاعته كل الآمال، وأرجو أن تعلموا أن ما عند الله من خير وتوفيق لا ينال إلا بطاعته، وأرجو أن يتقدم العقل وتتأخر العواطف؛ لأنها بالنسبة لدراستكم واستقراركم عواصف، وليس في فتح هذا الباب مصالح، لكنه سيجلب لكم الأتعاب ويشغلكم عن الخير والصواب، وسيصعب عليكم الانتظار وتوقف الشاب عن التواصل فيه طاعة لله وبر بوالده.

علم الأهل لا يكفي لأنه لا توجد خطبة، وحتى لو وجدت فما هي إلا وعد بالنكاح، كما أن الهدف من الخطبة هي التعارف، وهذه مرحلة حساسة بينكم وهدف التواصل هو أخذ الأخبار، وهي معروفه بحكم القرابة ويستطيع معرفة أخبارك من أخواته أو إخوتك، وتستطيعين معرفة أخباره من محارمك ومن أخواته، ولا يخفى على أمثالكم أن المسألة لا تقف عند المكالمات، كما أن المكالمات تؤجج المشاعر وهذا باب للاضطراب والسوء، والشيطان هو الثالث، ولا أقصد بهذا اتهامكم -معاذ الله- ولكن سوء الظن بالشيطان هو الأصل، فهو عدو مبين، وقد أمرنا الله بعداوته، وكما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رأيت شابا وفتاة فلم آمن عليهما الشيطان) وكيف سيتصرف من يشتاق إذا حيل بينه وبين الحلال؟

لا شك أن التفوق الدراسي مطلوب لك وله؛ لأنه باب للنجاح في الحياة بحول الله وقوة الكريم الفتاح، وهذا ما قصده والد الشاب، ومن المهم أن تدركوا أن الزواج مسؤولية.

لذلك أكرر الرجاء بأن يتقدم العقل وتتأخر العواطف، وهذا فيه مصالح كبيرة حتى لا تبدأ العلاقة بينكم بجفاف عاطفي وفتور، وهذا شأن من يتوسعوا في المكالمات والتواصل قبل الزواج، كما أن التواصل يفتح الأبواب لمشكلات تفصيلية ولتدخلات عائلية.

هذه وصيتنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات