السؤال
عند قيادة السيارة يأتيني خوف، وخصوصا عند طلوع جسر، أو دخول نفق، أو مسافات طويلة، وكذلك في صلاة الجمعة أحبذ الجلوس في الأطراف، الآن آخذ السبرالكس خفت الأعراض قليلا، ولم تنته، الجرعة 10، هل هي كافية أم أزيدها أم أستخدم دواء آخر؟ مثل سيروكسات؟ وكم الجرعة؟
أيهما أفضل السيروكسات أم السبرالكس في علاج الهلع والمخاوف لقيادة السيارة؟ أنا أستعمل السيبرالكس 10 حبة واحدة يوميا خفت الأعراض؟ ولكنها لم تنقطع.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: من الواضح أن لديك مخاوف مركبة من النوع البسيط، مخاوف من قيادة السيارة، مخاوف من الارتفاعات، وكذلك الخوف من التجمع، والمخاوف تقريبا كلها واحدة، والصلة بينها معروفة، وأفضل علاج لها بجانب الدواء هو تجاهلها، واقتحامها، والإصرار على فعل ضدها.
قيادة السيارة من أفضل السبل العلاجية هو أن تقرأ عن السيارات، أن تتعرف عن هذه السيارة، فتعرف كيف بدأت صناعتها، وكيفية عملها، وكيف أنها قد تطورت، وتعتبرها نعمة من نعم الله تعالى، وأن تستعين دائما بدعاء الركوب، فيه خير كثير -أخي الكريم- وتبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، وتقود السيارة لمسافات قصيرة متعددة، تبدأ بهذا، ثم بعد ذلك تقود السيارة في الطرق التي تألفها ولمسافات قصيرة، هذا النوع من التعرض فيه فائدة كبيرة جدا لك.
أما بالنسبة لطلوع الجسور والمرتفعات: فهذا تتعامل معه أيضا من خلال تحقير الفكرة والاقتحام والإصرار.
صلاة الجمعة هي جزء من صلاة الجماعة، فاحرص على حضور جميع الصلوات في المسجد مع الجماعة، وكن دائما في الصفوف الأولى، واعرف أن يوم الجمعة هو يوم خير ويوم بركة، وفيه تطمئن النفوس كثيرا، وأكثر من الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه، واعرف أن لقاء الجمعة هو جمع عظيم للمسلمين، وليس هنالك ما يجعلك تهاب وتخاف هذا الموقف، وتصور أنك في مكان الإمام الذي يؤم الناس في الصلاة ويقدم الخطبة، هو إنسان وأنت إنسان.
فمن خلال هذا التعريض تستطيع – أخي الكريم – أن تتخلص من هذه الصعوبات، وأنا أريدك أن تأخذ منحى آخر في علاج حالتك، وهو أن تكثر من التواصلات الاجتماعية، تشارك الناس في مناسباتهم، تجتهد في مكان عملك، تنضم لعمل اجتماعي أو ثقافي أو خيري، تكثر من زيارة المرضى، تمارس أي نوع من الرياضة كرياضة المشي مثلا، هذا يعود عليك بخير كثير.
أما بالنسبة للأدوية فالسبرالكس والزيروكسات كلها قريبة من بعضها البعض، يقال أن الزيروكسات أفضل في علاج الرهاب الاجتماعي، لكن من وجهة نظري أن السبرالكس أيضا دواء ممتاز وسوف يفيد في حالتك.
أنت محتاج أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما، هذه هي الجرعة العلاجية التي تفيد في علاج المخاوف، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكن أن تتوقف عن تناول الدواء.
لا بد أن تستصحب العلاج الدوائي بالتوجيهات السلوكية التي ذكرناها لك، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.