السؤال
السلام عليكم
عندي أكثر من مشكلة، وأتمنى أن أجد حلا لها.
أنا ممرضة ومتزوجة منذ سنة تقريبا، والآن رزقت ببنت -ولله الحمد-.
بالنسبة لحالتي الصحية: أنا أعاني من HCV، اكتشفته عند تقديمي للوظيفة، وقد كنت أعاني من الاكتئاب قبل زواجي وعالجته، وشعرت بتحسن، ولكن بعد زواجي شعرت بأن هناك أشياء بي لم تتغير، وقد تعبت منها كثيرا.
أي موضوع ولو كان تافها يأخذ مني كل تفكيري، لدرجة أن زوجي لاحظ شرود ذهني، عدا ذلك فإن كلامي قليل، وكثير من الناس يسألوني عن السبب، فأحرج ولا أرد؛ لأني أحس بنقص في داخلي، وعندما أجلس مع أناس سواء حولي أو في عملي؛ أكون صامتة أغلب وقتي، وأشعر بالحزن عندما أجد من حولي يتكلم بسهولة وأنا غير قادرة على الكلام.
كثيرا ما فاتتني فرص في حياتي، مع أني أود أن أكون اجتماعية، ولكن الخوف مسيطر علي، أتمنى أن أكمل دراستي، وأن أكون علاقات، أنا ليس لدي صديقات، وإن كانت هناك صداقة فإنها لا تستمر، وأحيانا أشعر بأن الناس تتكلم عني، وأن شخصيتي ضعيفة، ودائما مكتئبة، أو أنني غبية، حتى أن هناك من قالها في وجهي.
أرجوكم أريد حلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم كيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قطعا إن حياتك الآن قد تبدلت نحو الأحسن، ويجب أن تواكبي وتتكيفي وتتوائمي مع هذه التغيرات الجميلة والكبيرة والإيجابية في حياتك.
أنت الآن متزوجة، ورزقك الله تعالى الذرية، ولك مهنة، ومهنة إنسانية جدا، يمكن من خلالها أن تطوري من مهاراتك ومن تواصلك الاجتماعي، وأن تكوني مخلصة جدا لعلمك، وأن تسعي دائما لتطوير نفسك مهنيا.
أيتها الفاضلة الكريمة: الاكتئاب يعالج من خلال التأهيل الذاتي، بعض الناس ليس لديهم إمكانات متاحة لأن يؤهلوا أنفسهم ذاتيا، لكن أنت لديك إمكانات كبيرة، إمكانات عظيمة جدا على النطاق المهني، وكذلك على النطاق الاجتماعي والأسري.
فانطلقي من هذا الأساس، وابن تفكيرك دائما على التفكير الإيجابي، ولا تتشاءمي، ونظمي وقتك، وكوني نافعة لنفسك ولأسرتك ولغيرك، ولمرضاك على وجه الخصوص، هذا يشعرك بقيمتك الحياتية.
الاكتئاب من أسوأ ما فيه أنه يجعل الإنسان يقلل من ذاته ومن قدراته، والبعض يصل لمرحلة التفكير أن حياته لا فائدة فيها ولا هدف لها، هذا في حالتك ليس صحيحا أبدا، أنت أمامك فرصة عظيمة لتطوير الذات والخروج من هذا الاكتئاب.
الجانب الآخر هو: أن تتناولي علاجا دوائيا، أنت سبق وتعالجت من الاكتئاب، لذا أنا أفضل أيضا أن تذهبي وتقابلي نفس الطبيب الذي كان يشرف على علاجك فيما سبق، وخذي الجوانب الإرشادية التي ذكرتها لك، فهي أسس ثابتة ومعروفة من حيث أهمية العلاج السلوكي فيما يخص الاكتئاب النفسي، وبقي بعد ذلك العلاج الدوائي الذي سوف يقوم طبيبك الكريم بترتيبه لك، وحالتك هذه تستجيب بصورة جيدة جدا لمضادات الاكتئاب المعروفة، وأعتقد أن الـ (فلوكستين) والذي يعرف تجاريا باسم (بروزاك) سيكون دواء جيدا ومفيدا بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.