أعاني من وسوسة غير طبيعية من كلام الآخرين، فما الحل؟

0 245

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وسوسة غير طبيعية من الكلام، ولو كان مزاحا، وأظن أن الناس كلهم يتكلمون عني، وأكره وأخاف من نظرات الناس لي، أحس أن في شيئا مضحكا، وأن الناس كلهم يضحكون على شكلي! صرت لا أخرج من البيت، أخاف من عيونهم.

استخدمت عدة أدوية، ولم أجد الحل، ما العلاج الفعال؟ الذي يبعد عني التوتر والخوف، وأخرج وأنا واثق ولا يهمني شيء، ذهب الكثير من عمري ولم أتوظف!

علما أني كنت ألجأ للكحول؛ لأنها تبعد التوتر والخوف، وتركتها.

أريد علاجا يكون متوفرا.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النفس لها صفات ولها سمات، والناس تختلف في ذلك، هنالك من الناس من يكون حساسا، من يكون شكاكا، من يكون سريع الظنانية، ومن يسيء التأويل، وهنالك من هو على العكس تماما.

من الناس أيضا من هو قلق، ومنهم من هو استرخائي، ومنهم من هو غضوب، ومنهم من هو انشراحي، وهكذا، إذا هذه سمات وطبائع بين بني البشر.

الذي أراه وحسب ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – أنه ربما لديك شيء من الوسوسة الظنانية، لا أقول: إنك لا تحسن الظن بالناس، لكن قد يكون لديك شيء من سوء التأويل، أخي الكريم: اطمئن، ثق في الناس، وكن دائما في جانب أن تحسن الظن، هذا أمر مطلوب، ونسعى له دائما.

أكثر من التواصل مع الصالحين من الناس، هنالك أناس بالفعل تحس بالأمان في وجودهم، بل هنالك أناس حين تقابلهم ترى أن الدنيا فعلا لا زالت بخير.

أخي الكريم: هؤلاء موجودون في المساجد، في حلقات الدراسة، تجدهم في عمل الخير، تجدهم يزورون المرضى، تجدهم يمشون خلف الجنائز، تجدهم يشاركون الناس في أفراحهم، هؤلاء هم الذين يجب أن تجعل لنفسك خلة ومحبة وتواصلا معهم، هذا المحيط يجعلك مطمئنا.

أخي الكريم: بر الوالدين أيضا أمر عظيم، ويجعل الإنسان في حالة من الإيثار الداخلي، والانشراح، وكذلك الثقة بنفسه وبالآخرين، واحرص على الصلاة في وقتها، وأكثر من الاستغفار، هذا يفيدك كثيرا.

أحزنني قطعا أنك جربت الكحول من أجل الاسترخاء، لا شفاء ولا دواء ولا علاج في حرام، كثير من الناس يظنون أن الكحول يمكن أن يعالج توترهم وقلقهم ومخاوفهم وحتى خجلهم، نعم الكحول في بداية الأمر قد يجعل الإنسان يخرج من الضابط الاجتماعي، لذا يحس أنه مرتاح، لكن الخروج من الضابط الاجتماعي نفسه ليس بالأمر الجيد، ويعرف أن الكحوليات في الأخير تؤدي إلى الاكتئاب.

أخي الكريم: أنا معظم عملي في مجال علاج إدمان الكحوليات، فأنصحك تماما أن تبتعد عن هذا الشراب القبيح، أم الخبائث، وأنت استعملت كلمة (كنت) أي في الماضي، وهذه أعجبتني - إن شاء الله تعالى – تستمر في توبتك، وتطبق ما ذكرته لك.

أنا أريد أن أبشرك أنه توجد أدوية، أدوية بسيطة جدا تساعد الناس في علاج التوتر والقلق، وأنا أنصحك بتناول دواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، وهنالك منتج سعودي ممتاز يعرف باسم (جنبريد) وهذا هو الاسم التجاري لهذا الدواء، دواء بالفعل جيد وزهيد الثمن ولا يحتاج لوصفة طبية، والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة صباحا ومساء، وقوة الكبسولة خمسين مليجراما، استمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات