تنتابني مشاكل نفسية منذ الصغر بسبب الأوضاع العائلية.. أرشدوني

0 211

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشاكل نفسية وعصبية وصحية، أنا من مواليد 1982، أعاني من مشاكل نفسية منذ الصغر بسبب الأوضاع العائلية، وأعاني من الوحدة والعزلة والانطواء على نفسي، أخجل من مواجهة الناس، وكثرة التفكير، وقلة الانتباه، والتركيز، وقلة الفهم بسبب ضعف الدماغ، والأطراف العليا والسفلى.

عملت رنينا، وقيل لي: لا يوجد شيء، راجعت طبيب الأعصاب وقال لي: ليس بك شيء، وحالتك حالة نفسية وعصبية، راجعت طبيبا نفسيا، وقال لي: ليس بك شيء، وأعطاني حبوب فاليوم 5 ملغم، لكني أضل نائما يوما كاملا.

علما أني أدخن، وأعاني من الوسواس، وأحس أن دماغي متوقف عن العمل، والتفكير، وأعاني من اكتئاب حاد، وأضل عصبيا على مدار اليوم، ومكتئبا، لا أبالي بمن حولي بسبب عدم اللامبالاة من أهلي، بالرغم من أن عمري 33 سنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أريدك أبدا أن تجعل الجراحات التي أصبت بها في الصغر، والمشاكل التي مررت بها كعذر، أو سبب لئلا تعيش الحياة الآن بقوة وثبات وإيجابية، -أخي الكريم- الماضي قد انتهى، وهو تجربة، وهو مهارة حتى وإن كانت سلبية.

إذا لا حسرة على الماضي، وعلى الخوف من المستقبل، إنما هو تركيز على الحاضر، وأن يعيشه الإنسان بقوة، هذا هو المطلوب منك - أيها الفاضل الكريم – وأنت قطعا تتمتع بطاقات الشباب في هذا العمر الجميل، فلا تجعل للاكتئاب سبيلا إلى نفسك، كن متفائلا، كن فاعلا، عليك بإدارة وقتك بصورة سليمة وصحيحة ومفيدة، وكن نافعا لنفسك ولغيرك.

طبيب الأعصاب – جزاه الله خيرا – قام بفحصك سريريا وإكلينيكيا، وأكد لك أنك سليم، إذا الدفع النفسي الإيجابي هو المطلوب، وأن تنظم وقتك، وأن تضع لك أهدافا – أيها الفاضل الكريم – الاكتئاب يتصيد الناس من خلال الخواء والفراغ الذهني والتفكري والمهاراتي، ضع هدفا آنيا وهدفا متوسطا وهدفا مستقبليا، وضع الخطط التي تساعدك على الوصول لهذه الأهداف، وقطعا سوف تقدم مشيئة الله في كل عملك، لكن عليك أن تسعى.

أيها الفاضل الكريم: عقار (فاليم) هو بالفعل مهدئ ومزيل للقلق، ومحسن للنوم، لكنه لا يعالج ولا يقتلع الاكتئاب أبدا، وأنا أرى أن عقارا آخر مثل: الـ (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) سيساعدك جدا في تحسين المزاج، وإزالة الوساوس، لكن يجب أن تصبر على الدواء حتى يتم البناء الكيميائي، والذي قد يستغرق شهرا.

ابدأ في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة ليلا، وقوة الكبسولة هي عشرين مليجراما، تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولتين ليلا – أي أربعين مليجراما – وهذه جرعة علاجية جيدة بالنسبة لك، أرجو أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأريدك أن تكون عالي الهمة، هذا مهم جدا، ويجب أن تكون عندك إرادة التحسن، فالتغيير يبنى وينتج، ولا يأتي من الخارج، وذلك مصداقا لقول الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك الثقة في استشارات إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات