السلام عليكم
أرجوكم، هل أنا مصابة بأم الدم؟ توسع الأوعية الدموية؟

أنا فتاة بعمر 27 عاما، وممرضة في قسم الجراحة، ومنذ شهرين أعاني من أعراض غريبة، أصبحت أشعر بنبض القلب في جسمي، أشعر به وكأني أراه يتحرك وكل جسمي ينبض، وأشعر كأن شيئا ضاغطا على قلبي، وعندما أحني ظهري يخف الضغط، وأسمع نبضا غريبا في صدري مع دوخة وضيق نفس وثقل في الرأس، وأشعر بضعف وهبوط في الضغط وآلام الذبحة الصدرية، وبجسم حار وثقيل وسط صدري وقت النوم، وبتنميل أحيانا في إحدى يدي، وأحيانا صعوبة تحريك إصبعي أثناء النوم، ونبض في الرأس، وأحيانا أشعر وكأن أشياء باردة تسيل من رأسي، وفجأة أشعر بضعف وكأن لدي نزلة معوية وحرارة في بطني وكأن شيئا ينزف، ويزيد معدل ضربات القلب، ولوني أصبح شاحبا، ونحفت كثيرا خلال الشهرين.

أصبحت أتحسس من جميع الأدوية حتى المغذي عندما يضعونه علي في الطوارئ بسبب هبوط الضغط، أتحسس منه وأشعر بتسارع في النبض ودوخة وضيق نفس بمجرد أخذ المغذي، بالرغم من أني عملت إيكو للقلب مرتين، وكل ثلاثة أيام تقريبا أعمل تخطيطا للقلب، وعملت فحصا لجهد القلب وأشعه للبطن وللصدر، وجميع أنواع التحاليل وكانت كلها سليمة، لا أعرف هل كانت سليمة أم هم يحاولون إقناعي بذلك، ولكني خائفة أني مصابة بأم الدم؛ لأن الأعراض التي أشعر بها مخيفة جدا، فبماذا تنصحونني؟

هل أجري أشعة mra للشرايين بالرغم من أني لا أعاني من أمراض مزمنة؟ أحيانا من الخوف يرتفع الضغط إلى 140 على 120 رغم أنه ليس لدي ضغط ولا سكر، ولكن منذ حوالي أشهر ارتفعت درجة حرارتي، وبعدها بأسبوع أصبح لدي التهاب في الركبتين وعضلات الساقين، وتعالجت منه، ولكنهم أخبروني بأنه ليس مرضا ولكنه بسبب الجهد في العمل ونقص الفيتامينات، أنا لم أقتنع وخفت كثيرا أنه لدي مرض –لا سمح الله- وبحثت في النت واطلعت على عدة أمراض وخفت أني مصابة بها، فأصبحت آكل جيدا وأصبحت أسبوعيا آكل بصلة، ويوميا آكل فص ثوم واحد لتقوية جهاز المناعة، ولكني خائفة أنهما وسعا شراييني فتركتهما ولم أستمر عليهما أكثر من ثلاثة أسابيع.

مؤخرا أصبح هناك دم في البول وحرقان وآلام في المثانة تشبه اللسعات وحرارة، هل لدي مرض ما أم لدي أم الدم نتيجة مرض؟ أنا خائفة جدا، هل أجري فحوصات دقيقة وأشعة على الشرايين أم ماذا أفعل؟ وأحلت لطبيب نفسي لكن دون جدوى، لأنني لا أستمر على الأدوية، فأصبحت أتحسس من جميع الأدوية، فما الحل أرجوكم؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أول ما أنصحك به أن تتوقفي تماما عن إجراء المزيد من التحاليل الطبية، لأنك بهذه الطريقة سوف تدخلين نفسك في توهمات مرضية، وفي كل مرة سوف يرتفع سقف وساوسك وهمومك وتتنقلين من طبيب إلى طبيب ومن مختبر إلى مختبر، وهذا قطعا ينتهي بك إلى ما يسمى بالمراء المرضي أو التوهم المرضي.

لا أريد لك هذا -أيتها الفاضلة الكريمة- خاصة أنك تعملين في المحيط الطبي، وأنت قريبة من المرضى ومن المرض، فأوقفي هذه الفحوصات الطبية، ونفسك سوف تلح عليك إلحاحا شديدا لإجراء المزيد من الفحوصات والانشغال بالمرض والدم وخلافها.

أنت لا تعانين من مرض عضوي، الأمر واضح وجلي، لديك مخاوف مرضية، وهذا هو لب الأمر وجوهره، أرجو أن تواصلي مع طبيبك النفسي، وتملئي فراغك وتكوني مجتهدة في عملك، ولا بد أن تستمري على أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وقطعا السبرالكس من أفضلها، أنت في حاجة للعلاج الدوائي لمدة لا تقل عن عام، الأمر في غاية البساطة.

أرجو أن تتبعي ما أوضحته لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.