السؤال
السلام عليكم..
أختي متزوجة، وعمرها 22 سنة، ولديها طفل واحد، حالتها النفسية صعبة، ولا نعلم كيف نتعامل معها وهذا ملخص عن حالتها:
بداية كانت تعاني من اكتئاب شديد، فانعزلت عن المجتمع، وأصبحت تجلس في غرفتها لا تتكلم، ولا تأكل، ولا تشرب، ولا تنام لمدة 3 أيام متواصلة، تفكر كثيرا، وتتكلم مع نفسها، وأحيانا تضحك بدون سبب، وعندما أسألها لماذا تضحكين؟ تنظر لي بدون أن تجيبني، وعندما أحاول أن أتحدث معها أو أسألها عن شيء، أعيد سؤالي عنها أكثر من مرة لكي تستوعبه، كنت أشعر أن عقلها منفصل عن العالم الخارجي، ولا تستوعب ما يدور حولها، ذهبنا بها إلى الطبيب ووصف لها هذه الأدوية:
1 - سيبرالكس بجرعة 10 ملغ مع رفع الجرعة تدريجيا حتى 20 ملغ.
2- أولانزابين جرعة 7.5ملغ.
3- ترانكو جرعة 10 ملغ.
بعد تناول الأدوية تحسنت حالتها تدريجيا بنسبة 50%، وأصبحت تتناول الطعام وتنام بشكل جيد، ولكن ما زالت تعاني من حالات عصبية لأسباب تافهة، وتعاني العزلة والتفكير الزائد والشرود الذهني، وما زالت تضحك مع نفسها في بعض الأحيان عندما تسوء حالتها النفسية، بدأت بتناول الأدوية منذ شهرين تقريبا، ومرت خلالها بحالة من التحسن الذي يستمر لأيام قليلة، ثم تعود حالتها سوءا، فهل هذه الأدوية التي تتناولها أختي جيدة؟ وهل يلزم إضافة أدوية جديدة أو استبدالها بأدوية أخرى؟ وما هي المدة المتوقعة أن تتحسن خلالها؟ وكيف يمكننا التعامل معها؟
شكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك، التي أسأل الله تعالى لها العافية والشفاء.
أيتها الفاضلة الكريمة: قطعا الأخ الطبيب النفسي الذي قام بفحص أختك ووصف الأدوية لها، هو في موقف أحسن مني بكثير ليتحدث عن التشخيص النهائي، ويضع الخطة العلاجية، لأن من رأى ليس كمن سمع، لكن هذا لا يعني أبدا ألا نساهم، فنحن هنا في إسلام ويب نحرص أن نقدم كل ما يمكن أن نقدمه في حدود إمكانيات البشر.
أقول لك -أيتها الفاضلة الكريمة-: المعلومات التي أوردتها في رسالتك عن أختك الكريمة جيدة ومفيدة، والذي يظهر لي أن حالتها قد تكون اكتئابية، لكن هناك مكون ذهاني أيضا، وغالبا تكون تعاني من الاكتئاب الذهاني أو نوعا من الذهانيات الأخرى، وكلمة الذهاني تعني شيئا من عدم التوازن العقلي -هذا مع احترامي الشديد لها- وعرض أنها تضحك وحدها في بعض الأحيان، هذا ينتج من شيئين:
إما أنها تسمع أصواتا، ونقصد بذلك وجود هواجس سمعية، وتكون هذه الهواجس ودودة ومحتواها جيد؛ لذا يستجيب لها المريض بالضحك، أو أنه ربما يكون مجرد نوعا من حديث النفس، لكني أميل للأول، لذا كان الأخ الطبيب بارعا حين وصف لها الأولانزبين؛ لأن الأولانزبين من أفضل مضادات الذهان -فجزاه الله خيرا على ذلك- وقام أيضا بإعطائها السبرالكس، وهو من أفضل محسنات المزاج، أعتقد أن علاجها الدوائي صحيح وجيد، وكل الذي تحتاجه -أيتها الفاضلة الكريمة- هو المواصلة مع الطبيب.
الأدوية هذه يعاب عليها فقط أنها ربما تؤدي إلى زيادة في الوزن في بعض الأحيان، فأرجو أن تتحكم أختك الكريمة في طريقة أكلها وتناولها للطعام، وتتجنب السكريات والحلويات، والأعراض الأخرى الموجودة أعتقد أنها تتطلب نوعا من التأهيل، كأن نجعل هذه الأخت مشغولة ببيتها وبطفلها، وأن نعطيها الثقة في نفسها، وأن نشاورها حتى في الأمور البسيطة التي أصلا نكون اتخذنا فيها قرارات؛ فالإنسان حين يشعر بكينونته وأهميته، هذا يعطيه دفعا نفسيا أساسيا، إذا يجب أن تلعب دورها الاجتماعي، وأن تؤهل نفسها نفسيا واجتماعيا، هذا يساعدها كثيرا.
الانعزال -أيتها الفاضلة الكريمة- يحدث مع الاكتئاب الذهاني، أو الاكتئاب الشديد، أو حتى مع بعض الأمراض الذهانية، وأعتقد من خلال الدفع الاجتماعي، ومساعدتها في تنظيم الوقت، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، وأن نجعلها أيضا تقرأ، وتستمع إلى البرامج الجيدة، وتكون حريصة على تلاوة القرآن، وعلى صلواتها، هذا كله يدفعها دفعا اجتماعيا ممتازا، ولا بد أن تراجع مع طبيبها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.