السؤال
السلام عليكم
أشكركم على مساعيكم النبيلة، وأقدر فيكم حرصكم على تقديم الاستشارة والنصح، وأسأل الله أن يجزيكم بما تفعلونه خيرا.
منذ 3 أشهر تعرضت زوجتي لأزمة صدرية حادة، وضيق في التنفس وزرقة، وسعال وخروج للدم، وعند ما أخذت إلى الطوارئ، وتم تشخيص حالتها، اكتشفت أنها مصابة بالصمام الرئوي المتقدم (Pulmonary embolism)، وقال الأطباء: إن في مثل هذه الحالة – مع فقدان جزء من الرئة من عملية سابقة، وبقع سرطانية في الجزء المتبقي من الرئة-، فإن 90% من المرضى يموتون قبل إتمام عامهم الخامس، حتى مع (الهيبارين) و(الوارفرين)، وحصص الأكسجين الدورية.
زوجتي ستموت في غضون الخمس سنوات، وهذا يدفعني إلى الجنون، وأحس بالضياع، ويأسها المتعاظم وفقدانها للأمل يقتلني، لا أنام ولا آكل، وأحس أني سأموت قبلها، ولن أتم السنة؛ جراء الضغط، رغم أن صحتي جيدة، ولا أشكو من شيء.
لا أتخيل فقدانها، وما يجمعنا أكثر من علاقة زواج، والآن أبحث هنا وهناك عن بصيص أمل في علاجها أو على الأقل إيجاد طريقة للتعاطي مع المرض عبر أدوية أو غيرها تكون أكثر نجاعة.
لهذا أسألكم حول ما يلي:
- هل تصلح عملية زرع الرئة لمريض الصمام الرئوي؟
- هل هنالك أمل في العلاج ضمن التطورات التي يعرفها الطب حاليا؟
- هل ما زال هنالك شيء يمكن عمله؟
أكاد أجن، ولكن أملي -في الله ثم في العلم- كبير، ساعدوني، أنا ضائع، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية يجب أن تكون شديد الإيمان بما يسوقه القدر، ويجب أن تثق تمام الثقة أن ما يختاره الله لك ولأسرتك دائما فيه الخير -إن شاء الله-؛ ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء، شكر؛ فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر؛ فكان خيرا له) [رواه مسلم].
لا مكان للجزع أو الوجل أو الخوف والقلق من أمر الله –تعالى-، فهذه نقطة مهمة، يجب أن نعلمها ونعيها جميعا، والنقطة الأخرى المضيئة: ذلك الحب والحنان الذي وضعه الله في قلبك تجاه زوجتك، ولك أن تراعيها، ولا تدخر وسعا في السعي لعلاجها، ولكن لا تهلك نفسك؛ حتى تستطيع رعاية غيرك، فلو أصبت بالوجل والخوف، فمن للأحبة يرعى ويعالج ويحنو؛ وبالتالي يجب أن تتسم بالقوة والصبر والجلد، ولا تظهر ضعفا أو خوفا.
عمليات نقل الرئتين من العمليات الكبرى والتي قد تنجح وقد تفشل؛ وبالتالي قد نفقد أحباءنا ليس بعد 5 سنوات -كما يتوقع الطب-، بل قد يحدث ذلك أثناء العملية الجراحية نفسها، ولا أنصح بها، والمهم متابعتها مع المستشفى المتخصص بتلك الأمراض؛ للحصول على أكبر قدر من الرعاية والعناية والنصح من الأطباء المعالجين، والخروج في نزهة، والتعود على الوجبات الطبيعية، مثل: العسل وحبة البركة والقرفة، وشرب الماء، وتناول الفواكه، والبعد عن وجبات المطاعم، والقرب من الله بالدعاء رجاء الشفاء.
وفقكم الله لما فيه الخير.